الدرس الثالث .. نحو تربية إسلامية راشدة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

إن الحمد لله تعالى نحمده  ونستعين به ونستغفره ونعوذ بالله تعالى من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله تعالى فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمد عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا  أما بعد

نستكمل كتاب نحو تربية إسلامية راشدة وكنا توقفنا عند بعض المشكلات التي تواجه الآباء والأمهات في تربية الأطفال دون سن التمييزفمن المشكلات التي تقابل الوالدين في هذه الفترة هي مشكلة 

كثرة العبث بالأشياء :

فالأولاد في هذا السن يكون عندهم حب استطلاع شديد وحب الاستطلاع
هذا أمرحسن ومحمود بل لو وجد طفل عمره سنتين أو ثلاثة وليس عنده حب استطلاع ولا حب تفقد للأشياء فمن الممكن أن تكون هذه علامة على عدم السواء فحب الاستطلاع يدفع الطفل إلى تلمس الأشياء واللعب بها ومحاولة استعمالها ومحاولة فكها ورؤية ما بداخلها  لذلك تجد كثير من الأطفال يفككون ألعابهم ليروا من أين يخرج هذا الصوت أو كيف تتحرك أو يحاولون استعمال أدوات الأم والأب يحاولون استعمال المكواة أو ملأ زجاجة المياة  يحاولون الأكل بالملعقة الكبيرة  لديه حب استطلاع يريد أن يعرف مكونات البيئة المحيطة به وما الذي تعبر عنه هذه المكونات وفي الحقيقة هذا أمر حسن وأمر محمود ولكن أحيانا قد يتطور الأمر إلى العبث في بعض الأشياء الخطرة مثل الكهرباء والنار والسكاكين أو اللعب والعبث بأشياء باهظة الثمن  وقد يؤدي ذلك إلى كسرها أو عطبها أو العبث بأشياء ليست ملكا لنا خاصة إذا كان الأب والأم في زيارة  أقارب أو أصدقاء في هذه الحالة يسبب حب الاستطلاع مشكلة للأبوين ويضجون بالصراخ  من هذا الأمر فلابد أن نفهم جيدا أن أصل هذه النقطة مهمة ويجب تنميته نتركه يتلمس الأشياء الغير خطرة أو محدودة الخطورة جدا  نتركه يستطلع ويتلمس الأشياء يريد مثلا أن  يمسك فأرة الكمبيوتر ويرى ما بداخلها  أو الهاتف المحمول  فليس ترك الطفل مع هذه الأدوات بدون رقابه صحيح ولا منعه منها بالكلية صحيح ولكن الوسط يستطلع هذه الأشياء وسط رقابة الأباء فنتركه يمسكها ونقول له هذا الشئ يفعل كذا وكذا وكذا ولكن إذا أنت كففت يده سيبقى حب الاستطلاع يلح عليه ويزيد ويزيد لدرجة أنه قد يستغل غفلة بسيطة منك ويقوم بحركة سريعة كأن يرمي الهاتف على الأرض أو يضرب بقوة على لوحة المفاتيح ضربة سريعة مفاجئة لأنه يتمنى أن يلمس هذه الأشياء يريد أن يعرف ما هذا الشيئ الذي يهتم به الأب والأم  ويستعملونه كثيرا وقد لفت هذا الشيئ نظره أو الشيئ الذي يخرج منه صوت ويتكلم منه الناس  مثل الهاتف أو الانترنت أما إذا كان هذا الشيئ سيؤدي إلى إصابات أو أضرار فيجب منع الطفل من هذا الشيئ منعا تاما ولكن يكون المنع مسبب بأن نقول له لا يا حبيبي هذه مشكلة كبيرة وأنه أمر خطأ وقد يؤذيه ويمنعه من الذهاب إلى الحضانه ويتعبه وعندما نمنع الطفل من شيئ يجب أن نبين له سبب المنع ولو بتعبيرات الوجوه  ولا نكتفي بأن ننقل الشيئ من مكانه إلى مكان آخر لأنه سيذهب إليه مرة أخرى ولكن نغير تعبيرات وجوهنا  ونبين له أن هذا خطأ وعيب  والصحيح أن لا يعرف الطفل مكان الأشياء غالية الثمن ولا نكتفي بوضعها في مكان عالى فحب الاستطلاع قد يدفع الطفل بقوة بأن يسحب كرسي أو يقف على شيئ فمن الممكن أن تكون طريقة الصعود أكثر خطورة من هذا الشيئ الذي يريد أن يلعب به فيقع ويصاب بإصابات فنتعلم أن نحفظ الأشياء الغالية والخطرة في مكان لا يعرفه الأطفال أصلا  ولو كان المكان معروف فيكون بعيدا عن متناول اليد  ونحاول أن نبعد عنه الوسائل التي يمكن أن توصله لهذا الشيئ والأدوية أيضا من الأشياء الخطيرة التي يمكن تركها أمام الطفل فمن الممكن أن يصاب الطفل بحالة تسمم بسبب تناول دواء فهو يريد أن يفتح الدواء ويتناوله كما يفعل أبوه وأمه فممكن أن أتركه بعطيني الدواء ويفتحه له وأقول له جزاك الله خيرا ثم أخذه منه وأضعه في مكان لا يعرفه  فمن الإهمال الذي يمكن أن يحاسب عليه الوالدان رمي الأدوية في كل مكان في البيت وأراه ليس من الأمانة في تربية الأولاد فممكن أن يتناول الطفل دواء من هنا ودواء من هنا دون أن يعرف الآباء فيصيبه بمشكلات في المعدة أو الكلى أو يتناول دواء للضغط أو القلب فلا يتحمله فهذه الأمور يجب أن نتعامل معها بحرص شديد  ولا نترك الأشياء الخطرة في متناول يد الطفل  ونعلمه ان هذا السلوك خطأ وغير مرغوب فيه

الأمر الأخر وهو بالرغم من كون حب الاستطلاع شيئ إيجابي ولكن يجب كف الأطفال عنه عندما تكون الأشياء خطرة أو ثمينة أو ليست أشياءنا فمن غير المعقول تحت دافع حب الاستطلاع أن أترك ابني أو بنتي في بيت الغير يكسر ويلعب ويقفر وصاحب البيت متضايق ووالدة الطفل تقول باسترخاء وهدوء أن هذا الأمر طبيعي جدا وصحي جدا أن يعبر الأطفال عن انفعالاتهم وأن يستطلعوا الأشياء  فالأفضل والصحيح أن نعلمهم الأدب واحترام بيوت وأشياء الآخرين وعندما يعود إلى بيته يلعب بأشياءه وألا يكسر الأشياء في بيته ولا بيت غيره وألا يفعل شيئ يضايق الناس إلا إذا سمح له صاحب البيت باللعب مع الأطفال في حدود 

المشكلة الثانية التي تواجه الآباء مع الأطفال في هذا السن  والتي دائما ما يشتكي منها الأبوان ليل نهار والأصل أننا لا نحسن التعامل معها بناءا على عدم فهمنا لها وهي

العناد

 مثلا ابني عنيد ، ابنتي عنيدة  ،ابنتي تصمم على كل شيئ ولا أستطيع التعامل معها

فالإنسان إذا لم يفهم لماذا يعاند الطفل سيجعله يسلك مسلك خطأ في علاج العناد فيزداد هذا السلوك عند الطفل وبالتالي يؤثر هذا على نشأة وصحة الطفل النفسية وعدم الطاعة من الطفل والعناد في السنوات الأولى من عمره قبل خمس سنوات هذا سلوك طبيعي جدا لأن الطفل في هذه المرحلة كما ذكرنا قبل ذلك يكون مدفوع بغريزة حب الاستطلاع واكتشاف البيئة من حوله وعدم فهم الأبوين لهذا الأمر ممكن أن يجعلهم دائمي كف الأطفال عن حب الاستطلاع فتلح عليه الغريزة فيؤدي إلى العناد لأنك لم تلبي له هذا الشيئ

تخيلي لو طفلك جائع جوع شديد جدا وأنت تقولين له ادخل وبدل ملا بسك أو اكتب واجبك فيصاب الطفل بنوع من القهر فيعاند ويقول لن أكتب الواجب فهذه الحالة نفسها عندما يكون لديه حب استطلاع يريد أن يعرف ما هذا الشيئ وكيف يستعمل ويريد أن يستكشف البيئة من حوله وأنت دائما تكفيه عن ذلك فتظل رغبته غير مشبعة 

فنحن نطعمه ونلبسه ونابي له كل حاجاته الأسياسية  ونجهل أن هناك حاجة أساسية أيضا تسمى حب الاستطلاع والتعلم فتأمره بشيئ وهو جائع ليس جوعا جسديا أي أن معدته فارغة ولكن جائع معنويا لديه رغبه لم تشبع بعد أصابته بالقلق والتوتر فتجعله لا يستجيب لك جيدا وهو يعرف أنه لو لم يعاند لن يأخذ حقه 

فربما يكون الآباء هم الذين يستخرجون العناد من الطفل لأن القاعدة تقول إذا أردت أن تطاع فأمر بما يستطاع لذلك سلوك الأبوين يجب أن يتسم بالحزم المرن

والحزم هو القوة في لين ورحمة  أو لين في غير ضعف أو شدة في لين  ليس أوقوة في لين  ليست شدة متطرفة ولا لين لدرجة الضعف فلابد للآباء أن يكونوا حازمين ويختلط هذا الحزم بنوع من الرحمة والمرونة ويقترن بالحب والحنان أمنعة ولكن أوصل له اني أمنعه لمصلحته 

حرية الأطفال أمر في غاية الأهمية تخيلي أن هناك شخص كلما أردتي لمس شيئ يقول لك احذري وافعلي كذا ولا تفعلي كذا أو يأمرك أن تأكلي أو تلبسي أو تجلسي بطريقة معينة  هذا أمر يدعو إلى التوتر والعصبية والعناد فيجب أن نترك مساحة للطفل نتركه يرتدي ملابسه وحده  إاذا أراد ذلك حتى لو خطر له هذا الأمر في وقت متأخر أو بنت مثلا أرادت أن تلبس نقاب أو إسدال والدتها وجلست نصف ساعة تحاول  فهذا الأمر متعة بالنسبة لها أن تفعل شيئ تمنت أن تفعله وفعلته جميل جدا ويفرغ طاقة الطفل وبعدها تجد عند الطفل استرخاء وهدوء واطمئنان

أحيانا يكون عند الآباء نوع من الهوس في التربية يريدون أن يكون طفلهم الأفضل في كل شيئ بمقاييس الكبار وأن يثني الناس على أدبة والحقيقة أنهم في هذه الحالة لا يقومون بتربية الطفل لنفسه بل لأنفسهم  حتى إذا ذهب معهم إلى أي مكان يثني عليه الناس ماشاء الله طفل مؤدب أو طفلة مؤدبة في هذه الحال أنت تعمل لمصلحتك أنت وليس لمصلحة الطفل فالطفل لابد أن يخطئ لو لم يخطئ فهو ليس طفل فالطفل الهادئ الصامت باستمرار ولا يتحرك من مكانه ولا يتفاعل مع من حوله حتى لا يريد أن يأكل بنفسه فهذا الطفل ليس سليم نفسيا فالطبيعي ألا يطيق الطفل الجلوس في مكانه ست دقائق والطفل الذي يجلس ثلث ساعة دون أن يتحرك من مكانه ودون شيئ جاذب فهذا طفل غير طبيعي ويجب أن يعرض على طبيب نفسي فالطفل الطبيعي داخله طاقة متفجرة ولا يستطيع الكمون في مكان لذلك كثير من الآباء يشكون من حركة الأطفال الزائدة والحركة الزائدة عند الوصول لسن معين تكون مرض يحتاج إلى علاج لأنه لو استمر على هذا الحال سيؤثر على إدراكه وتركيزه ولكن هذا الأمر لا يكون قبل سن المدرسة فما قبل سن المدرسة ممكن أن يظل الطفل يلعب ويجري ويقفز لمدة ساعة متواصلة وإذا حاولت اللعب معه تتعب بعد عشر دقائق والطفل ليس لديه أي مشكلة لأنه بداخله طاقة متفجرة وحب استطلاع وعدم انشغال باله بأثقال أو أعباء فعندما ينام ينام بشكل جيد وعندما يلعب أيضا يلعب بشكل جيد فلابد من ترك مساحات للطفل ينعم فيها بالحرية

أيضا من أسباب عناد الطفل غضب الأب أو الأم في وجه الطفل دون إبداء أسباب 

فمن الخطأ أن يغضب الأب أو الأم ويعاقب الطفل دون أن يعرف السبب والصحيح أن يقول له انا متضايق منك جدا لأنك فعلت كذا وكذا وان هذا الأمر خطأ بسبب كذا وكذا فإذا عرف الطفل خطأه أشده من أذنه فيعرف الطفل لماذا عوقب لكن طفل من وجهة نظره أنه انتهكت حقوقة ولا يستطيع أخذ حقه دون أن يعرف السبب فهذا الأمر يثيره ويدفعه إلى العناد لأن الطفل قدراته أقل من أن يعرف أفكار الأب وما يدور في ذهنه دون أن يفصح عنها

بعد سن خمس سنوات لو استمر الأمر على هذا النمط من العناد والصراخ والضرب في الأرض وعلى الأبواب للاستجابة لطلباته فهذا الأمر يعكس حالة من عدم التكيف أو صعوبة التكيف مع البيئة فإما أن الطفل غير متكيف مع جو الأسرة بسبب بعض الاضطرابات النفسية التي حدثت له كأن يأتيه أخ  صغيرفجأة قبل أن يأخذ الجرعة الكافية من الحنان والرعاية وهو طفل ليس راشد وجرعات الحنان بالنسبة له مثل جرعات اللبن  ولم يشبع منها وأخذت منه هذه الجرعات فجأة وأعطيت لطفل آخر فلابد أن يتضايق ويغضب ويعبر عن غضبه بنوبات غضب وبكاء وصراخ وضرب وهذا أمر صحي جدا وممتاز لأن الطفل أمامه أحد امرين إذا غضب إما أن يعبر عن غضبه بسلوك خارجي أو يعبر عن غضبه بسلوك داخلي وهذا أمر خطير وغير جيد ينتج بعد ذلك شخصية غير سوية ومعرضة للاضطرابات النفسية أما كونه يعبر عن غضبه فهذا في حد ذاته أمر صحي لأنه بهذا السلوك أصبح من الناس الأسوياء فهو عندما يشعر بشعور داخلي يعبر عنه خارجي فيصبح عنده تفريغ دائم لمشاعره سواء كانت هذه المشاعر فرح وسرور أو غضب وحزن  ونقول له جميل أنك عبرت ولكن هناك سلوك أفضل للتعبير تعال وأخبرنا بالشيئ الذي أغضبك ونحن نحل لك هذه المشكلة  وبالفعل لك إذا فعل ذلك وجاءك فغليك تسمع له وتحل له المشكلة ووقتها يتعلم التعبير الصحيح حتى لو كانت تعبيراته السابقة في السنوات الأولى من عمره خاطئة فليست هناك مشكلة هذا أمر عادي لأنه صغير لا يعرف أبعاد تصرفاته ولا يعرف الصواب من الخطأ ولكن يعرفها من تصرفات الآباء والكبار معاه

فالطفل الذي إذا أخذت منه لعبة فذهب واستردها هذه علامة سليمة ولا يستردها بعنف بأن يمسك عصا ويضربالذي أحذها منه بقوة ليستردها ولكن نفهمه بهدوء أن يذهب ويسترد لعبته بدون عنف والسلوك يكون مقابل لسلوك فلا يذهب ويدفع الذي أخذ منه اللعبة بقوة  نقول له اذهب وقل له اعطني لعبتي فإذا رفض شدها من يده فإذا ضربك دافع عن نفسك ولكن لا يضربه من البداية ولا يشتم ولا يقول كلام غير لائق ولكن عبر عما تريده ولكن بأسلوب مهذب  قل لهم أنتم لا تحبونني ولا تقل لهم أنتم أغبياء لا تقل لأخيك أنت حمار ولكن قل له أنت لا تستطيع أن تتصرف بشكل جيد وهكذا

ولا بد أن ننتبه جيد إلى أن سلوك العناد يمكن أن يكون مكتسب من الآباء والأمهات فلو لم يكن هناك توافق في الزواج ومشكلات الأباء تطفو على السطح فهذا يؤدي إلى توتر ولو رأى الابن الأب  يهين الأم هذا قد يجعله يقلد هذه الأفعال  وهذ افي حالة كونه طفل سليم سوي نفسيا أو يجعله  يشعر بالقهر والانزواء ويسبب له عقد نفسية مع الناس بشكل عام ومع زوجته في المستقبل بشكل خاص ممكن أن يحاول تقليد هذا الوضع

 كذلك الأم إذا كانت تتجرأ على الأب وتسبه  وتستهزئ به أو تتحدث عنه بشكل سيئ من وراءه فهذا الأمر أيضا يصدر سلوكيات خاطئة

وأيضا من الأسباب التي تجعل الطفل عنيد

 عصبية الأم فالأم تتعرض لضغوط كثيرة وكبيرة وواجبات المنزل وليست هي رقم واحد في البيت ولكنها رقم اثنين بعد الأب فتكون مكلفة بأعباء وأشياء تجعلها مضغوطة عصبيا  من الأولاد وطلباتهم  ويمكن أن تكون ظروف اقتصادية أو ظروف اجتماعية مع الأقارب سواء أقارب الزوج أو أقاربها بغض النظر عن الأسباب التي جعلتها مضغوطة عصبيا لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تفرغ هذه العصبية في هذا المخلوق الضعيف الذي معها فالإنسان الطبيعي إذا صرخت في وجهه سيصرخ في وجهك  والصحيح أن يعبر الإنسان عن نفسه بهدوء  دون تأجيج لهذا الموقف مع الشخص سبب المشكلة الأساسي 

وأيضا من الأمور التي تسبب العناد عند الأطفال 

إحساس الطفل بأنه لديه قصور أو ضعيف مقهور من الوالدين أو الكبار أو إخوته

كذلك من الأسباب أيضا

 اضطراب التوجيه

 بأن يكون هناك شخص يرفق وآخر يشد  فالآباء يحاولون كسب ود الأطفال وهم لا يشعرون  فكل منها يحاول أن يكون محبوب لدى أطفاله أكثر من الطرف الآخر وهو غير مدرك لهذا الأمر دائما يحب أن يكون الأول ويتضايق إذا رأى الأولاد يميلون إلى جانب أمهم  أو ترى الأم الأولاد يميلون إلى جانب أبيهم فتشعر بالغيرة وتريد أن تكون رقم واحد فإذا ضرب الأب أو تضايق أو منع تأتي هي وترفق وتحنو على الطقل وتعطيه الشيئ الذي منع منه فالأم في هذه الحالة تراضيه رضا وقتي ولكنها ستخسره في المستقبل  وتنتج طفلا مدللا والتدليل من أكبر العوامل المسببة للعناد 

فالاستجابة للطفل بان نعطيه كل شيئ في كل وقت هذه ليست تربية  ولكنه سلوك افسادي للطفل لأنه سيكبر وهو معتقد أن هذا الأمر هو الطبيعي  وأن كل ما يحتاجه يحصل عليه وأنه يأخذ فقط فيخرج للمجتمع فيجد العكس ولا يجد ما توقع أن يجده من الناس فإما أن يصطدم معهم وإما أن ينزوي

 فيجب علينا أن نعود الطفل أن الحياة أخذ وعطاء  فمثلا نقول له أنت تريد هذا الشيئ ساعد أمك أو ساعدي أمك وأنا أحضره لك ونعوده أيضا أن ليست كل طلباته مجابة  فالمنع المحسوب بالرغم من أنه مؤلم وقتي ولكنه أمر صحي  فألمه وقتي ولكن نفعه مستمر فممكن أن أؤجل الأمر قليلا وممكن أن أؤجله تأجيل تام بشرط ألا يكون هذا الأمر من الأساسيات مثل الطعام أو الشراب أو الدواء أو الكساء  ولكن يكون في الرفاهيات والألعاب

التدخل المبالغ فيه في حياة الطفل بالصرامة والشدة وتحويل البيت إلى ثكنة عسكرية فهذا الأمر سينتج أحدى الشخصيتين أما أن ينتج شخصية متمردة أو ينتج شخصية ضعيفة ومنزوية

هذا موجز لمشكلة الطفل العنيد ومحاولة إيضاح الأسباب حتى نتلافاها ويكون الأمر أفضل  في تجنب الأطفال لسلوك العناد مع العلم أن العناد في الأطفال دون سن الخامسة أمر طبيعي جدا وأن تفريغ الطاقة والشحنات الداخلية أمر صحي  ودورنا أن نوجهه للتعبير بطريقة سليمة صحيحة ليس فيها سب ولا تكسير ولا بكاء ولاصراخ بل بالكلام والأفعال المنضبطة اما قهر الطفل والغاء شخصيته وعدم اعطاءه الحرية في بعض الأمور فهذا أمر يكون مرده  غير جيد