>

الخميس، 2 أكتوبر 2014

فضل يوم عرفة






فضل يوم عرفة 

إن الليالي والأيام، والشهور والأعوام، تمضي سريعا، وتنقضي سريعا؛ هي محط الآجال؛ ومقادير الأعمال فاضل الله بينها فجعل منها: مواسم للخيرات، وأزمنة للطاعات، تزداد فيها الحسنات، وتكفر فيها السيئات، ومن تلك الأزمنة العظيمة القدر الكثيرة الأجر يوم عرفة
ومن تلك هذه الأزمنة هو يوم عرفة وهذه الأزمنة كسحابة خير تمضي سريعا وسرعان ما تنقشع 

الفضل الاول من فضائل يوم عرفة انه من الاشهر الحرم ، قال تعالي : (إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ )  وهم ذو القعدة وذو الحجة ورجب ومحرم ،،،، ويوم عرفة من أيام ذي
الحجة 
احد ايام اشهر الحج ، قال تعالي : (الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ ) ،، واشهر الحج هم : شوال وذو القعدة وذو الحجة ،، ويوم عرفة قال الله فيه : (لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ) وهو أحد هذه الأيام المعلومات،،، قال ابن عباس الأيام المعلومات هي عشر ذي الحجة وصححه ابن كثير 
 احد الايام العشرة التي اقسم الله بها في قرآنه وقال : (وَلَيَالٍ عَشْرٍ ) ،، وتلك الايام مفضلة من ايام السنة وقال النبي صلي الله عليه وسلم : (ما من عمل أزكى عند الله عز وجل، ولا أعظم أجراً من خير يعمله في عشر الأضحى" قيل : ولا الجهاد في سبيل الله ؟ قال: " ولا الجهاد في سبيل الله عز وجل إلا رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشيء) حديث صحيح 
في يوم عرفة أكمل الله فيه الملة وأتم فيه النعمة مما روي عن عمر رضي الله عنه قال: ( جاء رجل من اليهود قال يا أمير المؤمنين آيَةٌ فِي كِتَابِكُمْ تَقْرَؤُنَهَا. لَوْ عَلَيْنَا نَزَلَتْ، مَعْشَرَ الْيَهُودِ، لاتّخَذْنَا ذَلِكَ الْيَوْمَ عِيداً.) قال : أي آية ؟ : قال : (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً ) قال عمر : قد عرفنا ذلك اليوم الذي نزلت فيه علي النبي صلي الله عليه وسلم وهو قائم بعرفة يوم الجمعة ،،،، وكان في حج النبي صلي الله عليه وسلم يوم عرفة موافق يوم الجمعة 
هناك فضل في صيام يوم عرفة انه يوم من ايام تسع ذي الحجة حيث أن النبي صلي الله عليه وسلم صامها في حديث ان امراة من زوجات النبي صلي الله عليه وسلم قالت : ( كان النبي صلي الله عليه وسلم يصوم تسع ذي الحجة ويوم عاشوراء وثلاثة أيام من كل شهر أول اثنين من الشهر وخميسين ) ،، صححه الألباني  ،،،كما ان النبي سئل عن صوم يوم عرفة فقال: (يكفر السنة الماضية والسنة القابلة) رواه مسلم.   ،،، ولكن هذا لغير الحاج أما الحاج فلا يسن له صيام هذا اليوم فهو يوم عيد لأهل الموقف  
النبي صلي الله عليه وسلم كان يصوم التسع وكان فيهم سبت يقينا وهذا دليل علي : جواز صيام السبت في النفل خلافا لمن قال (يجب ) وهو قول خطأ والصحيح أن النبي صلي الله عليه وسلم كان يصوم السبت في النوافل ولكن كان يصوم يوما قبله ويوما بعده  
يوم عرفة يوم عيد لأهل الموقف  ،،، قال النبي صلي الله عليه وسلم : (يوم عرفة ويوم النحر وأيام منى عيدنا أهل الإسلام ) رواه أبو داود وصححه الألباني
 يوم عرفة فيه خير كثير في الدعاء قال النبي صلى الله عليه وسلم: (خير الدعاء دعاء يوم عرفة ) ،، قال ابن عبد البر – رحمه الله - : وفي ذلك دليل على فضل يوم عرفة على غيره. 
لابد للأخت أن تضع لهذا اليوم خطة بالثواني والدقائق لا أقول بالساعات تضع خطة من صباح هذا اليوم الي مسائه : ماذا ستفعل فيه؟ ، كيف ستجمع نفسها ؟ ، بعض العادات السيئة عندنا ان هذا اليوم تنشغل فيه المرأة بالأكل والشرب ولا تنشغل بربها ،، فالأولي بالمرأة في هذا اليوم أن تنشغل بالدعاء والذكر والاستغفار لأن هذا اليوم : 
فيه يُعتق من النار : أناس كثيرون جدا،، كثر العتق من النار في يوم عرفة قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبدا من النار من يوم عرفة) رواه مسلم في الصحيح  ،، فالله عز وجل يعتق عبيدا كثيرة في هذا اليوم من النار ،، ولابد للأخت أن تضع لنفسها هدفا أن تكون من المعتوقين في هذا اليوم بأن تجتهد وتلح في الدعاء ،، فإن ربكِ كريم يُعطي من سأل ويلبي الدعاء ويجيبه ،، فالأخوات تنكب علي الدعاء بخضوع وتذلل واستحضار وتجمع نفسها ولا تنفتح لأن العادات الاجتماعية في هذه الأيام تخطف القلوب وتشغلها عن ربها ،، فتحاول الاخت ان تنغلق في غرفتها وتجمع قلبها للدعاء 
كان بعض السلف يذهب الي المسجد فيحبس نفسه فيه ويدعو الله كثيرا في هذا اليوم من صلاة الظهر الي المغرب 
الله عز وجل يباهي أهل الموقف قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( إن الله يباهي بأهل عرفات أهل السماء) رواه أحمد وصحح إسناده الألباني ،، والمباهاة تقتضي فيها الرحمة وأن الإنسان يكون في ذل وخضوع لله عز وجل ولكن تكون هذه المباهاة للحاج أهل عرفة 
يكون في هذا اليوم التكبير فقد ذكر العلماء أن التكبير ينقسم إلى قسمين : التكبير المقيد الذي يكون عقب الصلوات المفروضة ويبدأ من فجر يوم عرفة قال ابن حجر –رحمه الله- : ولم يثبت في شيء من ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم حديث وأصح ما ورد عن الصحابة قول علي وابن مسعود _ رضي الله عنهم_ أنه من صبح يوم عرفة إلى آخر أيام منى) . 
وأما التكبير المطلق فهو الذي يكون في عموم الأوقات ويبدأ من أول ذي الحجة حيث كان ابن عمر وأبو هريرة رضي الله عنهم يخرجون إلى السوق يكبرون ويكبر الناس بتكبيرهما) والمقصود تذكير الناس ليكبروا الله عز وجل فرادى لا جماعة 
فالأخت تشغل عندها التكبير علي الكمبيوتر مثلا وتكبر بلسانها ان استطاعت 
وايضا عرفة هو فيه الركن الأعظم قال النبي صلى الله عليه وسلم: (الحج عرفة) متفق عليه.
فالاخوات تجتهد في هذا اليوم لان فيه فضل افضل من رمضان : لأن العلماء اختلفوا ونهاية الخلاف قال شيخ الاسلام ابن تيمية ان يوم عرفة أفضل الأيام وليلة القدر أفضل الليالي و العشر الأول من ذي الحجة أفضل الأيام والعشر الأواخر من رمضان أفضل الليالي ، فنهار عشر ذي الحجة افضل من نهار رمضان وليل رمضان افضل من ليل عشر ذي الحجة 
فالأخوات تغتنم هذه الايام الفاضله لعله المر يمضي  و لا تأتي بعد ذلك هذه الفضائل وتدعو الله ان يدركها بالرحمات 
(((فضل يوم عرفة يجتمع فيه الحاج وغير الحاج )))

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق