>

الثلاثاء، 11 يونيو 2013

" أُوْلَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ "


السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
إن الحمد لله تعالى نحمده ونستعين به ونستغفره ونعوذ بالله تعالى من شرور أنفسنا وسيئات إعمالنا من يهدى الله تعالى  فلا مضل له ومن يضلل فلا هادى له واشهد إن لا اله إلا الله وحده لا شريك له واشهد إن محمد عبده ورسوله ثم أما بعد ............
"إنما إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ. "
ذكرنا ما في هذه الآية من فوائد وذكرنا حقيقة الإيمان وتكلمنا عن الجهاد ومراتبه وأنواعه
نتكلم اليوم إن شاء الله عز وجل عن قوله " أُوْلَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ "
حينما قالت الإعراب أمنا وقال الله لهم لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ولم يتملك الإيمان من قلوبكم بعد ضرب الله لهم مثلا ومقياس ومعيار ليقيسوا بها إيمانهم ومقدار الإيمان في قلوبهم فيعلمون مدى قربهم أو بعدهم عن الصورة الإيمانية وهو قوله سبحانه وتعالى إنما هم المؤمنون إنما تفيد الحصر وإنما المؤمنون أي المؤمنون حقا أو المؤمنون إيمان كاملا
*معنى الآية أي إنما المؤمنون الذين لم يجدون في إيمانهم ريب وقد جاهدوا بأموالهم وأنفسهم ويطلبون الشهادة في سبيل الله  عز وجل هم الصادقون الذين أيدوا إيمانهم بالعمل قال تعالى " َلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ (169) فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُواْ بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلاَّ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يحزنون "
سئل سيد قطب رحمه الله فقيل من الشهيد " قال الذي يشهد إن دين الله عز وجل اغلي من روحه ودمه ويدفع حياته مصداق لذلك
إذن ليس كل من يدعى دعوة تقبل دعواه فقد صح عن النبي انه قال  لَوْ يُعْطَى النَّاسُ بِدَعْوَاهُمْ لَادَّعَى نَاسٌ دِمَاءَ رِجَالٍ ، وَأَمْوَالَهُمْ وَلَكِنَّ الْيَمِينَ عَلَى الْمُدَّعَى عَلَيْهِ " . أو  البينة على من ادعى واليمين على من أنكر "
ليس كل من يدعى دعوة هو صادق فيها إنما يجب عليه إن يأتي بالبرهان
*ما معنى الصدق /
في سوره التوبة في القران آيات من الصدق كقول الله" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِين)
هذه الآية نزلت في الذين خلفوا وهى قصه كعب ابن مالك وخبره وهى في الحديث الصحيح الذي أخرجه الإمام مسلم في كتاب التوبة
ما هو الصدق / الصدق هو خلق من اجل الأخلاق الإسلامية
يقول ابن منظور رحمه الله في كتاب العرب بان الصدق نقيض الكذب صدق – يصدق – صدق وصدقه يعنى قبل قوله والصديق هو الدائم التصديق
فقد قال سبحانه في سوره المائدة " مَا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَة "
والصدق هو أصل يدل على القوه في الشئ
الصدق / مطابقة الكلام للواقع بحسب اعتقاد المتكلم
*الخلاصه*
إن الصدق في كتب اللغة تدل على القوه والصلابة ويدل على المطابقة في القول والفعل بدون زيادة ولا نقصان
*تعريف علماء الشريعة للصدق *
مطابقة القول الضمير والمخبر عنه فان أنخرم شرط لم يكن صدق فإما إن يكون كذب أو متردد بينهما فكل ذلك يصح إن يقال عليه كذب
تعريف المردى " قال الصدق هو الإخبار عن الشئ على ما هو عليه "
وابن القيم يقول "( الصدق حقيقة لاسم الشئ بعينه أصول ووجود) في كتاب مدارج السالكين"
الإمام الغزالي " من حفظ لسانه عن الإخبار عن الأشياء بعكس ما هو عليه فهو صادق "
منزله الصدق في الإسلام /
قال تعالى " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِين " فهنا فرض على كل شخص إن يكون مع الصادقين يعنى لكي يصل الإنسان إلى الصدق يجب إن يتقى الله عز وجل
هناك مرتبه اعلي من الصادق وهى الصديق
وعد الله الصديق في قوله تعالى في سوره النساء "ومن يطع الله ورسوله فاؤل مع الذين انعم الله عليهم من النبيين والصدفين والشهداء والصالحين  وحسن اؤل رفيقا "
الصديق / هو من انتهى صدقه اى وصل لمنتهاه اى للقمه
في حديث في صحيح البخاري عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال " إياكم والظن فان الظن اكذب الحديث "

يقول ابن القيم " الصدق أساس الحسنات وجماعها والكذب أساس السيئات ونظامها وان ألصدفه المتميزة بين النبي والمتنبئ هي الصدق "


الصدق أصل البر وقرين الإخلاص
حقيقة الصدق /
لا يقتصر الصدق على صدق الحديث فحسب بل إنما هو شامل لصدق النية والعزيمة واللسان والإعمال
يقول ابن تيميه رحمه الله " ومما ينبغي إن يعرف  إن الصدق والتصديق يكون في الأقوال و في الإعمال  "
كقول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح " إن الله كتب على ابن ادم حظه من الزنا أدرك ذلك لا محالة فالعَيْنُ تَزْنِي وَزِنَاها النَّظَرُواليدُ تَزْنِي وَزِنَاهَا اللَّمْسُ والرِّجْلُ تَزنِي وَزِنَاهَا الخُطَى واللِّسَانُ يَزْنِي وَزِنَاهُ الْمَنْطِق والنَّفْسُ تَمَنَّى وتَشْتَهِي والفَرْجُ يُصَدِّقُ ذَلِكَ أو يُكَذِّبُه "
                                                                        البخاري
يقول ابن القيم رحمه الله " الإيمان أساسه الصدق والنفاق أساسه الكذب فلا يجتمع كذب وإيمان إلا واحدهما محارب للأخر "
واخبر الله أن العبد لا ينفعه يوم القيام إلا صدقه قال تعالى " يَوْمُ يَنْفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ ۚ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ۚ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ۚ ذَٰلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ. "
" وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ "
المقصود في الآية أبو بكر الصديق رضي الله عنه
*الصدق في الأقوال /
.........هو استواء اللسان على الأقوال كاستواء السنبلة على ساقها يعنى إذا تكلم الإنسان اخبر بكلام مطابق للحقيقة
قال العلماء " التعريض اخو الكذب "
*الصدق في الإعمال /
استواء الأفعال على الأمر والمتابعة كاستواء الرأس على الجسد
يعنى صدق العمل
*صدق الأحوال /
هو استواء أفعال القلب والجوارح على الإخلاص واستفراخ الوسع وبذل الطاقة
إن لا يكون أفعال الإنسان في اتجاه وأقواله في اتجاه أخر
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ}في هذه الآية يبين حال الصحابه الذين خلفوا في الجهاد ثم جاءوا إلى رسول الله فصدقوا معه وقد لاقوا أذى كثيرا ممن حولهم في مقاطعتهم فإذا هم لم يكونوا صادقين في توبتهم لتراجعوا ولكنهم صدقوا الله ورسوله فصدقهم
الإخلاص هو تخليص العمل فنحتاج إلى صدق النية وهو الإخلاص
ولابد من وجود صدق العزيمة للوصول إلى الشئ الذي تريده مثل حفظ القرآن أو النجاح في الدراسة
في الصدق في الأفعال .... حديث أبو هريرة عن النبي قال "مَنْ عَادَى لِي وَلِيًّا فَقَدْ آذَنْتُهُ بِالْحَرْبِ وَمَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبْدِي بِشَيْءٍ أَحَبَّ إِلَيَّ مِمَّا افْتَرَضْتُ عَلَيْهِ وَمَا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ......... إلى أخر الحديث "
هناك أنواع أخر من الصدق هي:
*صدق العبد مع الله
*صدق العبد مع نفسه
*صدق العبد مع الخلق
قال تعالى " مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ ۖ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ ۖ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا "
*******ومن صدق العبد مع ربه إن يقوم بالفرائض والواجبات وان يبتعد عن ما حرم الله.
قال ابن القيم " ومن صدق الله في جميع أموره صنع الله له فوق ما يصنع لغيره "
" من كان لله مثل ما يريد كان الله له فوق ما يريد "
ومن صدق العبد مع نفسه / فلا يخدعها ولا يزيف الحقيقة وان كانت مره وصادمه فصدق العبد مع نفسه إن يوجهها بتقصيرها
قال تعالى فَلَا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى "

قاعدة هامه من الشيخ /

" صمام أمان كل شخصيه هما المساحة التي يتركها لنصحه "


صدق العبد مع الخلق / هو فيه من نقاء السريرة والصدق مع الناس في تقديم النصيحة
" شَرَّ النَّاسِ ذَا الوَجْهَيْنِ الذِي يَأْتِي هَؤُلاءِ بِوَجْهٍ وَيَأْتِي هَؤُلاءِ بِوَجْهٍ "
اى وجود الصدق في النصيحة .

                       ( أقول قولي هذا واستغفر الله العظيم لي ولكم)


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق