>

الثلاثاء، 11 يونيو 2013

" ( وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ "


السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
أن الحمد لله تعالى نحمده ونستعين به ونستغفره ونعوذ بالله تعالى من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا انه من يهدى الله تعالى فلا مضل له ومن يضلل فلا هادى له واشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له واشهد أن محمد عبده ورسوله وبعد فان اصدق الحديث كلام الله تعالى وخير الهدى هدى محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثه بدعه وكل بدعه ضلاله وكل ضلاله في النار ثم أما بعد ......
" ( وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ "
كان هذا تحذير لمن استقام على الطريق بأن هناك معوجون ومنحرفون وأنهم لا يريدون الاستقامة على الطريق وقد اخبر الله سبحانه أنهم يريدونها عوجا ويريدون من الناس أن يضلوا كم قال الله عز وجل
"َاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا. "
فأخبر الله عز وجل أن هناك من يحاد ويعارض ويضاد الاستقامة وقد حظرنا سبحانه من الركون إليهم لان الركون إليهم والأنس بهم والرضا بطريقتهم واتخاذهم أعوانا موجب لسخط الرب سبحانه وتعالى فتمسكم النار وهذا في الآخرة ثم لا تنصرون فيه خذلان في الدنيا
*ألا  للاستقامة من معالم؟ ألا لها أعمال ؟
هنا يأتى قول الله عز وجل "  وَأَقِمِ الصَّلاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِّنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ (114) وَاصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ (115) "
***اذن لابد للطريق من معلم يصل بها القلب الى الاستقامه وهذة المعالم هى العبادات الظاهره التى شرعها الله عز وجل لتتحقق بها عبوديه العبد واهمها الصلاه
قال تعالى " "  وَأَقِمِ الصَّلاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِّنَ اللَّيْلِ "
نلاحظ دائما فى ذكر الله تعالى للصلاه فى القرآن انه سبحانه لا يقول "صلوا" وانما يقول "اقيموا الصلاه"
قول اقيموا الصلاه تعنى ايقاعها على الوجهه المأمور به والاتيان بواجباتها وشروطها واركنها وقد استجمعت قلبك  عند ذكر الله الصلاه ليس المراد الصلاه التى نقوم نحن بها بل الصلاه التى فرضها الله
قوله تعالى " إنَّ الصَلاَةَ تَنْهَى عَنِ الفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ "
ال فى الصلاه تعنى العهد 
كلام الامام الغزال فى احياء علوم الدين :- كلام جيد عن الصلاه
ويتحدث عن روح الصلاه  وذكر اسرافيل حين ينفخ فى السور النفخه الاولى يموت الخلائق اجمعون ثم النفخه الثانيه وحشر الخلائق وايضا حينما يقوم ليتوضئ يتذكر قذر الاثم التى عل جسده فى صحيح مسلم من حديث عباده  ان رسول الله قال" ومن اصاب شئ من هذه القاذورات " فسمى المعاصى قاذورات
وقال صلى الله عليه وسلم "تُعْرَضُ الْفِتَنُ عَلَى القُلُوبِ كَعَرْضِ الْحَصِيرِ عُودًا عُودًا. فَأَىُّ قَلْبٍ أُشرِبَهَا نُكِتَتْ فِيه نُكْتَةٌ سَوْدَاءُ، وَأَىُّ قَلْبٍ أَنْكَرَهَا نُكِتَتْ فِيهِ نُكْتَةٌ بَيْضاءُ، حَتَّى تَعُودَ الْقُلُوبُ عَلَى قَلْبَيْنِ: قَلْبٍ أَسْوَد مُرْبَادًا كالكُوزِ مُجَخِّيًا. لا يَعْرِفُ مَعْروفاً وَلا يُنْكِرُ مُنْكَراً، إِلا مَا أُشْرِبَ مِنْ هَوَاهُ، وَقَلْبٍ أَبْيَض لا تَضُرُّهُ فِتْنَةٌ مَا دَامَتِ السَّماواتُ وَالأرْضُ".
رواه مســـلم " كالكوز يعنى متقذر ومتسخ بالمعاصى الباطنه كالغل والحقد والكره للمسلمين فالعين يصيبها القذر من النظر المحرم وكذلك اللسان وارتكاب المعاصى كالغيبه والنميمه وكذلك حكم باقى الجوارح فعندما يقوم الانسان للوضوء فيتذكر ما على بدنه من اوساخ وذنوب فيجب عن القيام الى الوضوء وقول ذكر ما بعد الوضوء " اللَّهُمَّ اجْعَلْنِي مِنَ التَوَّابِينَ ، واجْعَلْني مِنَ المُتَطَهِّرِينَ " واستحضار قول يوم يقوم الناس لرب العالمين " ويجب التدبر عند الوقوف بين يدى الله مع قول الله اكبر ودعاء الاستفتاح وقرأه الفاتحه وهى تقرأ17 مره وهى دواء القلب وان يتدبر المعانى فى قول الحمد لله رب العالمين ولا يمل ويستحضر الحديث اذا قال العبد الحمد لله رب العالمين يقول الله حمدنى عبدنى الرحمن الرحيم اثنى عليا عبدى مالك يوم الدين قال مجدنى عبدى اياك نعبد واياك نستعين قال هذا بينى وبين عبدى ولعبدى ما سأل ويبدأ فى السؤال اهدنا الصراط المستقيم ونحن جميعا محتاجون لذلك الى اخر المعانى
قول الله عز وجل " وَأَقِمِ الصَّلاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ "
الطرف الاول " هى صلاه الصبح بالاتفاق اى صلاه الفجر
اما الطرف الثانى فله ثلاث تفسيرات وثلاث اقاويل
القول الاول :- صلاه الظهر والعصر وهذا قول مجاهد رحمه الله
القول الثانى : انها صلاه العصر وحدها وقاله الحسن البصرى
القول الثالث :-  ان المقصود هى صلاه الصبح والمغرب  وهذا منقول عن ابن عباس
وقول " وَزُلَفًا مِّنَ اللَّيْلِ "
جمع زلفه وهى المنزله فكأنه قال اقم الصلاه طرفى النهار واجزاء من الليل اى ساعات من الليل وقول انها صلاه العشاء وهذا منقول عن ابن عباس والقول الثانى انه صلاه المغرب والعشاء وتلتقى مع اقوال الحسن الشاهد انهم خمس فروض لابد من المحافظه عليهم وانها مسؤليه شخصيه ليس فيها عذر لمن لا عذر له
ثم قال تعالى" إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ "

معنى الحسنات هنا لها اقوال
 1- انها الصلوات الخمس
2- انها قول " سبحان الله والحمد لله ولا اله الا الله والله اكبر "
3- ان الحسانات المقبوله يذهبن السيئات وليس محدد نوع الحسانات ولا السيئات فان النبى صلى الله عليه وسلم قال واتبع السيئه الحسنه تمحها
4- ان ثواب الطاعات يذهب عقاب المعاصى
قول الله عز وجل " ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ " فيه وجهان الوجهه الاول انها توبه للتائبين والوجهه الثانى انه وعظ للمتعظين
**قسم الله سبحانه الذنوب الى كبائر وسيئات فالسيئات تمحوها الحسنات والسيئات تمحوها ترك الكبائر
اما الكبائر فلا بد فيها من توبه
يقول النبى صلى الله عليه وسلم " كُلُّ ابْنِ آدَمَ خَطَّاءٌ، وَخَيْرُ الْخَطَّائِينَ التَّوَّابُونَ.
من منا لم يقع فى معصيه الله ولكن المؤمن يدرك خطوره المعصيه وشناعتها وجرائته على مولاه وان ما مصيبه فى الدنيا الا بذنب وان من واقع الذنب واقعه ذليل خايف يتمنى ذلك اليوم الذى يتخلص من هذا الذنب وهذا حال المؤمن يرى ذنوبه كأنه اصل جبل يعنى سفح جبل كأنه نايم على ظهره ومن فوقه الجبل وهذا الجبل هى ذنوبه يخشى ان تقع عليه وهو وان غلبته نفسه يشعر بالندم والتقصير ولذلك فأن سلف هذة الامه مع ورعهم وزهدهم كانوا يتحدثون كثيرا عن المعصيه وكانوا يخشون على انفسم منها فأن لنا ونحن معشر المذنبين والمقصرين نعيش فى هذة الاونه وقد اشتد فيها سعار الشهوات واشتدت الفتن حرين بنا ان نقف مع الله وقفه تذكرنا بالله عزوجل وتذكرنا بمعاصينا وذنوبنا وكيف الاقلاع عنها والتخلص منها 
نضرب مثال لشخصين
الاول قد تحكمت المعصيه من قلبه وهو يبذل كل غالى فى سبيل ان يحصل على المعصيه وان ظفر بها فأنه يكون سعيد بذلك واذا حدثته نفسه يوما على التوبه حاول ان يهرب من هذا الخاطر الذى يكدر عليه معصيته
الصنف الثانى انسان يبغض المعصيه والعصاه وقد اشغل وقته فى طاعه الله عزوجل ولكنه تأتى عليه لحظات ضعف بشرى  أما بسبب الغفله او بسبب العجب  او بسبب التعلق بالدنيا او اى سبب يضعف النفس ويضعف حصنها انه انسان يحب الله  ورسوله ويبغض المعصيه والعصاه ولكنه يواقع العصيان لضعف نفسه ولكنه ما ان يفارق المعصيه حتى يحزن ويندم ويتألم ويرفع يديه الى الله مستغفرا وما ان يسمع واعظا حتى يرتجف فؤاده ويرى ذنبه امام عينيه ويظل يلح فى السؤال اللهم اخرجنى مما انا فيه
            *** كيف نحل هذا الاشكال : سيتم ذلك على خطوات :-
1-  استعظام الذنب " حديث ابن مسعود إِنَّ الْمُؤْمِنَ يَرَى ذُنُوبَهُ كَأَنَّهُ قَاعِدٌ تَحْتَ جَبَلٍ يَخَافُ أَنْ يَقَعَ عَلَيْهِ وَإِنَّ الْفَاجِرَ يَرَى ذُنُوبَهُ كَذُبَابٍ مَرَّ عَلَى أَنْفِهِ فَقَالَ بِهِ هَكَذَا ) اى وضع يده على انفه فطار هذا الذباب "
والحكمه فى وصف الذنوب كالجبل ان الانسان لا ينجو منها ليس كغيره من المهلكات
وكما قال احد السلف" الذنوب جَراحآت وَربّ جُرح وقع في مقت "
** هل من الممكن  ان يموت قلب الانسان من المعصيه ؟
نعم
**قال العلماء المعاصى بريد الكفر وكما ان للايمان شعب فأن للكفر شعب
*كما قال انس للتابعين " 'إنّكم لتعملون أعمالاً هي أدَقُّ في أعيُنِكُم من الشَّعْرِ، كُنَّا نَعُدُّها على عهد رسول الله صلّى الله عليه وسلّم من الموبقات''، رواه البخاري. –
*وقال حذيفه ابن اليمان ِإنْ كَانَ الرَّجُلُ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَيَصِيرُ مُنَافِقاً وَإِنِّى لأَسْمَعُهَا مِنْ أَحَدِكُمْ فِى الْمَقْعَدِ الْوَاحِدِ أَرْبَعَ مَرَّاتٍ
كثر الضحك فى المجالس هو السائد فى مجالس الملتزمين وكأنهم اخذوا صك الامان واذا ذكر بالآخره ينفروا منها
لابد للانسان ان يستعظم الذنب ولا يستصغره وان ينظر الى الاعلى منه فى الدين والالتزام
" لا تنظر الى صغر المعصيه ولكن انظر الى عظمت  من عصيت "
2-   تجنب محقرات الذنوب
لكى تأتى العبادات بثمراتها :-
اولا :- اقامه الصلاه على الوجهه الذى امرنا به الله
ثانيا :- ان الحسنات يذهبن السيئات .. فلابد ان نقف وقفه مع سيئاتنا وعدم استصغار الذنب ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا المثل كما فى حديث سهل ابن سعد رضى الله عنه " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إِيَّاكُمْ وَمُحَقَّرَاتِ الذُّنُوبِ كَقَوْمٍ نَزَلُوا فِي بَطْنِ وَادٍ فَجَاءَ ذَا بِعُودٍ وَجَاءَ ذَا بِعُودٍ حَتَّى أَنْضَجُوا خُبْزَتَهُمْ وَإِنَّ محقرات الذنوب متى يؤخذ بها صاحبها تهلكه "
**قال ابن المبارك :-
خل الذنوب  صغيرها وكبيرها ******ذاك التقى  واصنع كماشى فوق ارض الشوك يحظر ما يرى *****لا تحقرن صغيره ان الجبال من الحصى
ونصح النبى صلى الله عليه وسلم السيده عائشه قائلا " اياكى ومحقرات الاعمال "
**وقال الحسن " من عمل حسنه وان صغرت اورثته نورا فى قلبه وقوه فى عمله "
**وقال الفضيل ابن عياض رحمه الله " بقدر ما يصغر الذنب عندك بعظم عند الله وبقدر ما يعظم الذنب عندك يصغر عند الله "
عن ابى ايوب الانصراى " قال ان الرجل ليعمل الحسنه يتكل عليها ويعمل المحقرات حتى يأتى الله وقد اخترته"

****قال ابن القيم " استقلال العبد المعصيه عين الجرأه على الله وجهل بقدر من عصاه وبقدر حقه وانما كان مبارزه اى لله عز وجل بالمعصيه لانه اذا استصغر المعصيه واستقلها هان عليه امرها وخفت على قلبه "

نقف عند هذا الحد ...


                                                

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق