>

الأربعاء، 8 مايو 2013

الأربعون النسائية (الباب الأول ) :- قرار المرأة في بيتها



1

السلام عليكم ورحمة الله
إن الحمد لله تعالى نحمده ونستعين به ونستغفره ونعوذ بالله تعالى من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهدى الله تعالى فلا مضل له ومن يضلل فلا هادى له وأشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له واشهد إن محمد عبده ورسوله وبعد فان اصدق الحديث كتاب الله تعالى وخير الهدى هدى محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثتها وكل محدثته بدعه وكل بدعه ضلاله وكل ضلاله في النار
ثم أما بعد............
سنبدأ في شرح كتاب الأربعون النسائية للشيخ محمد شاكر شريف
جمع فيه أربعون حديث من الآداب التي تخص النساء وهذا الكتاب قصمه المؤلف إلى خمسه كتب فرعيه
*الكتاب الأول يتكلم عن القرار في البيت قرار المرأة في البيت
*الكتاب الثاني يتكلم عن الاختلاط
*الكتاب الثالث يتكلم عن حفظ اللسان وحفظ العورة
*الكتاب الرابع يتكلم عن النكاح
*الكتاب الخامس عن اللباس
*الكتاب السادس يتكلم عن الزينة
***مجموع أحاديث الكتاب 43 حديث كلها عن المرأة أراد المؤلف أن يجمع أربعين حديث للنساء يسهل حفظها وتنتهج النساء بهذه الآداب وهى تشمل الآداب التي تحتاج النساء فيها إلى أحكام
(الباب الأول ) :- وهو قرار المرأة في بيتها ....
قسمه إلى 7 أبواب :-
1/الباب الأول قرار المرأة فى بيتها
2/الباب الثاني الإذن فى الخروج للنساء
3/الباب الثالث بيان ما فى خروج المرأة من مفاسد
4/الباب الرابع لا تخرج المرأة من بيتها إلا بأذن من زوجها
5/الباب الخامس
6/ الباب السادس للنساء من ابدأ الزينة عند الخروج
7/ نهى النساء عن السفر بدون محرم
*مقدمه الباب الأول :-
بدأ المؤلف بأيه " وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى " تجمع هذه الآية اغلب الأحكام وتجمع أسرار كثيرة
هذه الآية موجه فى الأصل إلى زوجات النبي صلى الله عليه وسلم ولكن الحكم يعم كل النساء لان  الخطاب إلى النبي صلى الله عليه وسلم وزوجته فهي موجهه إلى جميع النساء
-وقرن :- من القرار وهى الاستقرار وهذا يشعر بالطمأنينة فى البيت والاستقرار الدائم وعدم الاضطراب والقلق الاستقرار يشمل استقرار للنفس وراحة للقلب وانشراح للصدر ويقول الشيخ ابن باز رحمه الله إن هذا هو النتيجة أنها إن استقرت فى بيتها ارتاح قلبها وانشرح
لان الله تعالى يأمره باستقرار فى البيت لما يترتب عليه بعد ذلك من انشراح للصدر وغيرها وهذه قرأة عاصم وورش
*أما قرأه الجمهور / فهي بمعنى الوقار والسكينة الذي يصاحب الاستقرار  والإقامة وهذا من شرح الشيخ ابن باز انه يترتب عليه الراحة والسكينة
قال الله سبحانه " وَقَرْنَ " ولم يقل " ابقين أو احتبسن " وهنا الاستقرار بمعنى الراحة بخلاف احتبسن فى بيوتكن فتشعر المرأة بالضيق والحبس اا قرن فان الله تعالى يشجع النفس ويحثها على الاستقرار
*الشق الثاني فى الآية " بُيُوتِكُنَّ "
نسب الله سبحانه البيوت إلى المرأة حتى لا تشعر بالغربة وتزداد تطمئنينه المرأة فى البيت ولم يقل فى بيوت أزوجكم وقد نسب الله سبحانه البيت للمرأة فى أربع مواضع فى القرآن فى قوله تعالى " وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا "
" وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ "
َاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ"
" لا تُخْرِجُوهُنَّ مِنْ بُيُوتِهِنَّ "
الشق الثالث " وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى "
التبرج هو إظهار المحاسن وهذا تنفير من الله عز وجل للمرأة ألا  تخرج ونسب التبرج للجاهلية الأولى أيضا للتنفير وتقبيحه للنفوس وكأن عدم الاستقرار فى البيت وكثره الخروج يؤدى إلى التبرج وتبرج الجاهلية الأولى
*هذه الآية فيها محفزين ومنفر :-
المحفزين هما 1- وقرن      2- بيوتكن ونسبه البيوت إلى المرأة
(أما المنفر)   ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى .
****ويدل على ذلك أن الله أمر المرأة أن تستقر فى البيت ويدل على ذلك حديث رواه البخاري ومسلم نزل الحديث بعد نزول آية الحجاب
""""" روى البخاري ومسلم عن عائشة رضي الله عنها " "خَرَجَتْ سَوْدَةُ بَعْدَمَا ضُرِبَ الْحِجَاب "أي بعد نزول آية الحجاب" لِحَاجَتِها وفى رواية هشام للبراز أي لتقضى حاجتها خارج البيت َوكَانَتْ امْرَأَةً جَسِيمَةً (أي طويلة بالمقارنة بأقرانها) لَا تَخْفَى عَلَى مَنْ يَعْرِفُهَا فَرَآهَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ فَقَالَ يَا سَوْدَةُ أَمَا وَاللَّهِ مَا تَخْفَيْنَ عَلَيْنَا فَانْظُرِي كَيْفَ تَخْرُجِينَ قَالَتْ فَانْكَفَأَتْ رَاجِعَةً وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي بَيْتِي وَإِنَّهُ لَيَتَعَشَّى وَفِي يَدِهِ عَرْقٌ فَدَخَلَتْ فَقَالَتْ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي خَرَجْتُ لِبَعْضِ حَاجَتِي فَقَالَ لِي عُمَرُ كَذَا وَكَذَا قَالَتْ فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَيْهِ ثُمَّ رُفِعَ عَنْهُ وَإِنَّ الْعَرْقَ  (لحم) فِي يَدِهِ مَا وَضَعَهُ فَقَالَ إِنَّهُ قَدْ أُذِنَ لَكُنَّ أَنْ تَخْرُجْنَ لِحَاجَتِكُنَّ."
( أي أذن أن تخرجن لحاجتكن أي الغائط وقضاء الحاجة) وهذا دليل لجواز خروج المرأة لحاجه أم إذا ما كان هناك حاجه فلا تخرج

**دل هذا الحديث إلى أن الأصل هو عدم خروج المرأة من بيتها إلا لحاجه ضرورية فكان قبل هذا الحديث لا تخرج المرأة لا لحاجه ولا لغير حاجه
قال الإمام القرطبي فى تفسير هذه الآية أن عائشة رضي الله عنها عندما تذكر هذه الآية كانت تبكى حتى يبتل خمرها ولعل أنها كانت تبكى لما حدث فى موقعه الجمل
وذكر انه قيل لسودة لما لا تحجين أو تعتمرين كما يفعل أخواتك قالت قد حججت واعتمرت وأمرني الله أن اقر فى بيتي قال الراوي فوالله ما خرجت من باب حجرتها حتى خرجت جنازتها رضوان الله عليها وكذلك حفصة بنت سيرين
دل ذلك على أن الصحابيات والتابعات كانوا يقرون فى بيوتهن ولا يخرجن
وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم «ما تركت بعدي فتنة أضرّ على الرِّجال من النِّساء»
ودل ذلك على أن النساء فيهن ضرر
وأيضا قيل للنبي صلى الله عليه وسلم هَلْ عَلَى النِّسَاءِ جِهَادٌ ؟ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " نَعَمْ ، عَلَيْهِنَّ جِهَادٌ لا قِتَالَ فِيهِ ، الْحَجُّ وَالْعُمْرَةُ " .
وائد قرار المرأة فى بيتها :-
1- طاعة الله عز وجل ورسوله فقد أمرها الله من فوق سبع سموات أن تظل فى بيتها وهذا كفيل للمؤمنات أن يسارعون  إلى الطاعة
قال ابن مسعود رضي الله عنه " ما تقرَّبَت امرأةٌ إلى الله تعالى بأعظم من قعودها في بيتها؛
2- التوفر على رعاية الزوج وتفقد مواطن رضاه وغضبه والقيام بواجباتها نحوه وهذا أمر أيضا فى طاعة الله
3- التفرغ لرعاية الأولاد وتربيتهم والإحسان إليهم والقيام على أمورهم واحتياجاتهم وعدم ترك ذلك للخدم وان يشترك كل من الأم والأب فى تربيه الأبناء وعدم تركهم للتلفزيون وأصدقاء الشارع أو المدرس لتربيتهم بل لابد وان يتحدا فى تربيتهم لينشئ جيل سوى
4- تفقد البيت واحتياجاته ولوازمه والإشراف على نظافة البيت وترتيبه
5- حفظ الوقت الذي هو أثمن الأشياء بل هو العمر  وحفظ القلب والشعور بالاستقرار والسكينة وإمكانية حفظ القرآن و دراسة العلم الشرعي وتضع خطط لحياته وعدم ضياع عمرها ووقتها هبا لتسمع أشرطه مفيدة
6- راحة الجسد من تعب الخروج والإرهاق
7- القدوة الحسنه لغيرها من النساء والجارات
**وان القرار فى البيت يحفظ عليها دينها ويصونها وتكف شرها عن الناس وشر الناس عنها وتآمن أذية الناس
********ضوابط خروج المرأة من البيت :-
1- أن تخرج المرأة لحاجه من زيارة الآباء والأمهات وذوى المحارم
2- أن يكون الخروج بأذن وليها أما بأذن أبيها أو زوجها
3- أن تلتزم بالحجاب الشرعي أي لا تخرج متبرجة
4- أن لا تخرج متطيبة لقول النبي " إذا استعطرت المرأة فمرت على القوم ليجدوا ريحها فهي كذا وكذا» يعنى هي زانية "
5- أن لا يفضى خروجها إلى حرام أو ترك واجب مثلا أن تخرج فيؤدى ذلك إلى اختلاط  أو الخلوة بأحد أو النزول فى المظاهرات وغيرها .







ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق