>

الثلاثاء، 27 مارس 2012

إِنَّ اللَّه َلَا يُغَيِّر ُمَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ" هذا يسمى قانون التغيير








إن الحمد لله تعالى نحمده ونستعين به ونستغفره ونعوذ بالله تعالى من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا إنه من يهده الله تعالى فلا مضل له ومن يضلل فلا هادى له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله أما بعد:-



أن شاء الله نتكلم اليوم عن  أيه من الآيات التي نتلمس فيها الهدى ونقيم بها واقع نحتاجه في هذه الاونه بالذات
وقفنا مع آية "وَمَا خَلَقْتُا الْجِنَّ وَالْإِنْس َإِلَّا لِيَعْبُدُونِ"
وقفات واستخرجنا ما فيها من معاني وما يلزمنا من اهتداء من هذه الآية اليوم نقف مع أيه من سورة الرعد وهي "لَهُ مُعَقِّبَات ٌمِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْر ِاللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّر ُمَا بِقَوْم ٍحَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوءًا فَلَا مَرَدّ َلَهُ وَمَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَالٍ"
قول الله عز وجل" إِنَّ اللَّه َلَا يُغَيِّر ُمَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ" هذا الجزء يسمى قانون التغيير والبعض من الدعاة يسميه معادلة التغيير .
سؤال.............. .هل نحتاج إلى تغيير أم لا  ؟   وإذا كنا نحتاج إلى تغيير فهل هذا التغيير يكون على المستوى الفردي أو الجماعي أو على مستوى الأمة؟
لكي نجيب على هذا السؤال لابد أولا أن نصف الواقع الذي نحياه ومن خلال وصف هذا الواقع الذي نحياه ومن خلال هذا الواقع نستطيع أن نجيب على هذا السؤال وهو .هل نحتاج إلى تغيير؟




الواقع  الذي يحياه المسلمون في هذه الآونة  يتلخص في ثلاث كلمات وهي 


الكلمة الأولى وهي ضياع الدين
 والكلمة الثانية وهي ضياع الدنيا
والكلمة الثالثة وهي تسلط الأعداء


أما عن الكلمة الأولى فيكفينا أن نعلم أن الدنيا من شرقها إلى غربها ليس هناك دولة تتبنى الحكم بما انزل الله عز وجل تبنيا صادقا كاملا هناك بعض الدول أعلنت أنها تتبنى الشريعة  مثل السعودية لكن على ارض الواقع هناك مخالفات عده هناك أيضا قوانين بها مخالفة للشريعة ومخالفات صارخة وصريحة بعض الربويات والتعامل بالربا بعض قوانين الأحوال الشخصية أيضا دخل إليها النزعة التغريبية ومحاولة إفساد المرأة وقوانين إفساد المرأة وإفساد المجتمع بدأت تتسرب إليهم وما عندهم من مسألة الولاء لأعداء الله عز وجل الأمريكان وغيرهم وما عندهم من التدعيم لبعض الدول الصليبية المحاربة للمسلمين ......هذه دولة من الذين أعلنوا أنهم يتبنون الحكم بشرع الله لكن على ارض الواقع هناك بون شاسع  بين هذا الكلام النظري وبين الواقع العملي... وبعض الأماكن الصغير التي لا ترقى أن تكون دول مما يسيطر عليها الإسلاميون فإنهم يتحاكمون فيما بينهم إلى شرع الله لكنها أماكن صغيرة لا ترقى أن تكون دول ................إيران أعلنت أنها دولة إسلامية حين قامت الثورة أعلنوا أنها ثورة إسلامية وأنها تتبنى الحكم بما انزل الله ولكن كما تعلمون أن دين الشيعة الذي يتدينون به في الفروع الفقهية التي سيحكمون بين الناس وبعضهم تختلف تماما عما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم ...في رسالة الماجستير للدكتور علي السالوس وهي دراسة مقارنة بين أهل السنة والجماعة وبين الشيعة الاثنا عشرية في العقائد وكثير من الأمور الفقهية ومن يطلع على هذه الرسالة يعلم أن ما يتحاكم إليه الشيعة ما يقرونه دين أخر غير دين الإسلام ........هذا أول مظهر من مظاهر ضياع الدين من الدول بأكملها وهو ضياع الحاكمية ملايين البشر مليار ونصف المليار 1500 مليون مسلم كيف يتحاكمون فيما بينهم في الدماء والأموال والأعراض كل هذا وهم يسيرون على ارض الله عز وجل ويستظلون بسمائه .......هذا احد المظاهر
.


ثانيا :تناقص العقيدة الصافية عقيدة أهل السنة والجماعة أصحاب العقيدة الصافية يعانون من الغربة بين أبناء الأمة المسلمة وانتشار كثير من المظاهر الشركية سواء فيما يسمى بشرك القبور وهو الشرك في العبادة مع الله عز وجل أو ما يسمى بشرك القصور وهو الشرك في الحكم التي نبهنا عليها أولا..وكثير من المناهج والمذاهب الوضعية المناقضة للعقيدة الاسلامية مثل الليبرالية والديموقراطية وغيرها..
ثالثا: انتشار مظاهر الفسق العملي وكثير من المعاصي فيما يتعلق بالجوارح أي المعاصي التي تتعلق باللسان بالأذن واليد وغير ذلك معاصي التبرج والمجون والتعري ومعاصي الاختلاط والفن الخليع والسجائر والخمور والسينما والمسرح ومعاصي تتعلق بالعمل التي تنتشر جدا في بلاد المسلمين حتى إنه لو نزل الآن  إنسان من الزمن الماضي إلى دولة من دول المسلمين ونظر في  الشارع ورأى حال من فيها ...هذا يشغل الأغاني بأعلى صوت وهذه متبرجة تسير فى الشارع هكذا بلا مبالاة.. وهذا يتشاجر ومن الممكن أن يسب الدين والعياذ بالله ..وهكذا لو نظر لأول وهلة سيسأل نفسه هل هذه الدولة يسكنها مسلمون هذا لا ينفي أنه يعيش فيها مسلمون ولكن نحن ننظر إلى المظاهر التي نعبر عنها بكلمة ضياع الدين .
أيضا من مظاهر ضياع الدين أن تتواجد في بلاد المسلمين نخبة ابعد ما تكون عن الصلاح أي أن الذين يشكلون النخبة أو الخلاصة أو الصفوة أو علية القوم عند المسلمين من اللاعبين والممثلين وبعض السياسيين منهم أصحاب الأفكار الهدامة المنحرفة منهم أصحاب التوجهات البعيدة جدا عن الإسلام فيرفعوا جدا ويتعاملوا على أنهم صفوة المجتمع .
أيضا نجد تضييق امني ومجتمعي على أبناء التيار الإسلامي الذين يريدون أن يحيوا الحضارة الإسلامية مرة أخرى والحكم الإسلامي مرة أخرى .
هذا كان باختصار معنى كلمة ضياع الدين .

الكلمة الثانية وهي ضياع الدنيا أي أن الناس يتنافسون فيها ويتصارعون فيها فالناس يريدن التقنية والأمن والمسكن والأموال والرفاهية هذا ما يسعى إليه الناس ..عموم الناس.
إذا نظرنا إلينا كبلاد مسلمة ما وضعنا على مستوى الدول في مسألة الدنيا؟ للأسف الشديد نحن نحتل المراكز المتقدمة على مستوى العالم في الفقر والجهل والمرض والبطالة وهذه مشكلة كبيرة جدا أعلى معدلات فقر وأعلى معدلات جهل وأعلى معدلات بطالة فلو نظرنا إلى أفضل 500 جامعة في العالم يخرج اثنان من إسرائيل ولم يخرج منها جامعة مصرية أو حتى الجامعات في الدول الإسلامية كان على مستوى كل الدول الإسلامية تقريبا اثنين ...نتكلم عن ما عملوه في 2007 -2008 عقدوا قمة الأرض في دولة جنوب أفريقيا ..يتكلمون فيها عن أحوال العالم  السياسية وغيرها وتكلموا عن تصنيف الفساد الإداري كانت مصر على المستوى الثاني عالميا في الفساد الإداري وبالطبع يليها في القائمة كثير من دول المسلمين .
المستوى الصحي ومستوى الأمراض في الأمراض والأوبئة التي يعاني منها أبناء المسلمين هذا ما يتعلق بضياع الدنيا هناك فقر وبطالة تصل إلى من 43 الى 47 في المائة بالتعريف الدولي للفقر فهناك تعريف دولي للفقر.. عندنا على هذا التعريف عندنا من 43 إلى 47 بالمائة يدخلون تحت هذا التعريف فقراء يعني بالنسبة للبطالة معدلاتها مرتفعة جدا ومن يعملون في المهن التي يتقنونها أي التي تعلموها في جمعاتهم فيعملون في وظائف لا تتناسب مع ما تعلموا وبالنسبة إلى الباطلة الأخرى وهي البطالة المقنعة وهي أن يعمل الإنسان مثل من يعملون في الوظائف الحكومية .
في الدول المتقدمة ينفقون من 8 إلى 12 % من الميزانية العامة على البحث العلمي نحن ننفق 0.2% لذا نجد عندنا فقر شديد في هذه النواحي .







الكلمة الثالثة وهي تسلط الأعداء وهذا التسلط له أنواع فمنه التسلط العسكري وهو الاحتلال العسكري المباشر مثل ما يحدث في فلسطين الاحتلال الإسرائيلي المدعم أمريكيا وأوروبيا أي دعم صليبي للحكومة الصهيونية واحتلالها المباشر لفلسطين والاحتلال المباشر للعراق والاحتلال المباشر لأفغانستان محاولة الاحتلال المباشر للصومال عن طرق الوكالة للذين يقومون بها من الصليبيين الأثيوبيين وفي صورة من صور الاحتلال العسكري لكنه لا يأخذ الصورة المباشرة وهو إقامة القواعد العسكرية في بلاد المسلمين مثل قاعدة الخبر في السعودية .......والقاعدة الأمريكية في قطر وهي اكبر قاعدة في الشرق الأوسط......... القواعد الأمريكية في الكويت .........وفي اليمن... وقرأت أن هناك قواعد أمريكية عسكرية في مصر لكن لم أجد من يؤكد لي هذا الكلام فانا لا أتأكد منه لكني قرأت هذا الكلام حقيقة من بعض المطاردين من مصر فهذا خبر لا نصدقه ولا نكذبه حتى يتبين لنا ............المحاولة الآن بعد دخول الناتو إلى ليبيا هذه مشكلة كبيرة جدا فهم دخلوا والله اعلم هل سيخرجون أم لا ...........جنوب السودان وهي تقسيم السودان وكانت اكبر طعنة أخذناها ..الله ينتقم منه حسني مبارك ...اكبر طعنة أخذناها هي انفصال جنوب السودان وإقامة دولة صليبية تدين بالولاء الكامل لأمريكا وإسرائيل كما اخبرنا أن إثيوبيا هي نقطة الارتكاز في قرن  النيل .


هناك نوع أخر من الاحتلال أو التسلط وهو التسلط الاقتصادي هناك تسلط اقتصادي عن طريق الاتفاقيات الدولية الظالمة مثل اتفاقية الجات والكويز وغيرها مؤدى هذه الاتفاقيات في النهاية أن نتحول إلى سوق كبير مستهلك للدول المصنعة والمواد الخام التي عندنا تصدر إليهم بعقود احتكار بأسعار زهيدة فهناك تسلط اقتصادي على ثروتنا وتسلط علينا أن نكون أسواق لهؤلاء المصنعين .
نوع ثالث من التسلط وهو التسلط الفكري والثقافي وهو الغزو الكامل للصحافة والإعلام الغزو المباشر لأجوائنا وفضائيات الخاصة بنا فمثلا الصين ممنوع أن الأقمار الخاصة بها تلتقط قناة غير صينية ليس هناك قناة أمريكية أو غيرها على الدش الصيني حموا الأجواء الخاصة بهم أما نحن فعندنا غزو إعلامي كبير جدا وتسلط إعلامي وثقافي لذا نجد من يصدر عندنا ويكون أعلامي ناجح أو مفكر أو مثقف لابد أن يكون من صنيعة الغرب ومن صنيعة هؤلاء المحتلين .





نوع رابع من التسلط وهو التسلط السياسي أي أن يتحكموا في من يكون رئيسا للجمهورية  فهذا (البشار) إذا نظرنا لقصة تعينه فشيء مخزي للغاية فلقد جاءت اولبريت وقت وفاة الأسد قالت إننا أطمأننا لنقل السلطة في سوريا فهذا تسلط سياسي مسألة أن جمال مبارك يرث حسني كان لابد له أن يأخذ الضوء الأخضر من أمريكا وبالتالي يضطر يقدم لهم تنازلات وهكذا المسألة تدور في هذا الفلك في التسلط السياسي التسلط على القرار العربي التسلط في منطقة الخليج .إلى غير ذلك من الأمور .
إذا لو خرجنا من هذه الصورة القاتمة أن هناك ثلاث كلمات تصف الواقع الذي نعيش فيه وهو ضياع الدين  أو ذهاب لهيبة الدين عند عامة المسلمين وضياع للدنيا وتسلط الأعداء .
هذا الواقع المستقر من سنوات ففي المرة السابقة بدأنا في عرض هذا الواقع من بداية القرن قبل الماض وهو 1806 ثم صار هذا الواقع مستقر فعلا في بداية القرن العشرين كل الدول احتلت حتى أنها عقدت اتفاقية بين انجلترا وفرنسا تسمى اتفاقية سيكس - بيكو عندما قسموا بعض الدول الإسلامية وأقاموا عليها انتدابات انتداب لفرنسا على سوريا ولبنان وتونس والجزائر والانتداب الانجليزي على مصر والعراق والأردن ...قمة الاستخفاف بالشعب العربي والمسلم ........




السؤال هنا..............هل يحتاج هذا الواقع إلى تغيير ؟


بالطبع الإجابة أن نعم  هذا الواقع يحتاج إلى تغيير


وما حكم هذا التغيير ..فضل أم فرض ؟


هذا التغيير فرض فيجب علينا أن نقيم الدين في أنفسنا وفي حياة الناس ويجب علينا أن نعمر الدنيا ونسعى في عمارة الأرض ويجب علينا أن نبين الأعداء ونتبرأ منهم ولا يكون لهم علينا أي سيادة ولا يكون لنا معهم أي تبعية .


ما الطريق إلى هذا التغيير ؟


قانون التغيير" إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ"     العلماء وهم يفسرون هذه الآية يقولون فيها معنيان أولها أن الله لا يغير ما بقوم من النعم فيزيلها عنهم ويحلهم النقم حتى يغيروا ما بأنفسهم من الطاعة فيبدلونها عصيانا ....هذا أول معنى أن الله يمتن على العباد ويجعلهم في عافية وفي فضل ثم يتحول هؤلاء العباد من الطاعة إلى المعصية فيحلهم الله عز وجل النقم ويبدل هذا الفضل إلى عقوبات ومنه قوله تعالى "وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آَمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ"                            


   الآية الأخرى في سورة سبأ "وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْقُرَى الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا قُرًى ظَاهِرَة وَقَدَّرْنَا فِيهَا السَّيْر َسِيرُوا فِيهَا لَيَالِيَ وَأَيَّامًا آَمِنِينَ (18) فَقَالُوا رَبَّنَا بَاعِدْ بَيْنَ أَسْفَارِنَا وَظَلَمُوا أَنْفُسَهُم ْفَجَعَلْنَاهُم ْأَحَادِيث َو َمَزَّقْنَاهُم  ْكُلَّ مُمَزَّقٍ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّار شَكُورٍ"




المعنى الثاني أن الله لا يغير ما بقوم من الشقاء والذل والبأس والضر حتى يغيروا ما بأنفسهم من المخالفة لأمر الله ومن البعد عن طريق الله ومن المباينة للاستقامة  هذا هو طريق التغير


..........هذا هو التصور الإجمالي عن التغيير ....معادلة التغيير "إِنَّ هَذَا الْقُرْآَن َيَهْدِي لِلَّتِي هِيَ َقْوَمُ" كلام الله يهدي للتي هي أقوم في كل شيء في العقائد وفي العبادات وفي المعاملات .


الواقع الذي نعيشه واقع مر واقع سيء واقع لا يرضي الله عز وجل ونحن يجب علينا أن نغير هذا الواقع ......كيف نغير هذا الواقع ؟ ....نبحث في كتاب الله عز وجل ونستكشف ونقع على هذه الآية وتهدينا للتي هي أقوم أي للطريقة التي هي أقوم في التغيير .
ما هى الصورة التطبيقية لهذا الكلام ؟ فهذا كلام يسمى المعادلة أو القانون العام.. كيفية تحويل هذا الكلام إلى واقع .


النموذج الواقعي الحي الذي استطاع أن يغير واقع مظلم إلى واقع مشرق هل عندنا هذا النموذج أم لا؟




الصورة الواقعية للتغييرهو ما فعله النبي صلى الله عليه وسلم فالنبي صلى الله عليه وسلم بعث والأرض مطبقة بالظلام والظلم والشرك والفواحش والمنكرات  وفي الحديث قال رسول الله ((إن الله نظر إلى أهل الأرض فمقتهم عربَهم وعجَمَهم إلا بقايا من أهل الكتاب ... )) الحديث أي أن الله عز وجل نظر لكل من على الأرض فمقتهم والمقت هو شدة البغض عربهم وعجمهم إلا بقايا من أهل الكتاب أي بعض هؤلاء الذين فروا بتوحيدهم إلى الصوامع من الاضطهادات ومن الفتن والابتلاء .........


فالنبي صلى الله عليه وسلم بعث إلى واقع مظلم تماما ومليء بالظلام والشرك والطغيان والفواحش والإسفاف فقام النبي صلى الله عليه وسلم قومه لله ليغير هذا الواقع وما مات صلى الله عليه وسلم حتى أتم الله به النعمة وأكمل به المنة سبحانه وتعالى وترك لنا ميراثا ضخما وترك لنا طريقا واضحا بينا فحسبنا من ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم "لقد تركتكم على المحجة البيضاء (المحجة أي الطريق )ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك " ليلها أي مهما أظلمت الدنيا حولنا مهما كثرت الفتن مهما تعرضنا لغربة لهذا الدين لا تنطمس حقائق هذا الدين أبدا ولا تبدل معانيه أو حقائقه ولا تشوه تصوراته أبدا بالكلية إنما ورد في الحديث المتواتر قول النبي صلى الله عليه وسلم " لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق ( أي واضحين للناس ) لا يضرهم من خالفهم أو خذلهم (أي أنهم سيتعرضون إلى أن الناس ستخالفهم وسيتعرضون إلى أن يخذلهم الناس وان الناس تحاربهم ) لا يضرهم من خالفهم أو خذلهم حتى يأتي أمر الله ( وهو قيام الساعة أو قريب منها حين يرسل الله عز وجل ريحا طيبة على الأرض فتأخذ أرواح المؤمنين فلا يبقى على الأرض مؤمن إلا قبضت روحه فلا يبقى بعد ذلك إلا شرار الخلق تقوم علهم الساعة)"





فلا يكفينا فقط توصيف الواقع فتوصيف الواقع هذا خطوة لأعلم بعد ذلك حكم الله عز وجل في هذا الواقع أو حكم الله في كيفية تغييره فكيف أغيره لا يعتمد الأمر فقط على النظرات الفلسفية أو الأدلة العقلية وفقط بل نعود لكتاب الله سبحانه الذي اخبرنا فيه أن هذا القران يهدي للتي هي أقوم فنأخذ منه آية تمثل قانون التغيير وتمثل معادلة التغيير على جميع المستويات وكل المجالات في تغيير الأفراد والجماعات والأمم وهي " إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ"   
  
أريد شيئا استطيع به تطبيق هذا القانون على ارض الواقع فلكي انزلها لحيز التنفيذ أمامي الآن سير ة النبي صلى الله عليه وسلم وحياته ...ويدلني على هذا أيضا آية من كتاب الله تهدي للتي هي أقوم  "لَقَد ْكَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَن ْكَانَ يَرْجُو اللَّه َوَالْيَوْمَ الْآَخِرَ وَذَكَر َاللَّهَ كَثِيرًا" لنا جميعا أهل الدين أسوة حسنة في النبي صلى الله عليه وسلم في كل حياتنا


فالنبي صلى الله عليه وسلم كان هو الحاكم يتبوأ سدة الحكم في الدولة المسلمة فكل من يلي أمر المسلمين لابد أن يكون له فى النبي صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة
النبي صلى الله عليه وسلم كان أبا فأي إنسان عنده أولاد يكون له في تعامل النبي صلى الله عليه وسلم أسوة .


النبي صلى الله عليه وسلم كان معلما وكان إماما في الصلاة وكان زوجا وكان صديقا وكان أخا والأخ ليس بمعنى النسب لكن أخ لإخوانه من المؤمنين فجميع معاني الأخوة والصداقة وجميع معاني الإحسان للزوجة جميع معاني الإحسان للأبناء  جميع معاني السياسة الشرعية وتدبير أمور الدول جميع معاني التعليم وجميع معاني التعبد فالنبي صلى الله عليه وسلم هو المثل الكامل .....فلنا فيه أسوة حسنة في كل شيء .,





وفي التغيير لنا فيه أسوة حسنة أيضا لأنه بدأ من منطقة تقارب الصفر وأنا احترز أن أقول صفر... لأننا إذا وصلنا للصفر أي لا خير قط في الأرض فستقوم الساعة فقبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم نسبة الخير كانت تقارب الصفر ((إن الله نظر إلى أهل الأرض فمقتهم عربَهم وعجَمَهم إلا بقايا من أهل الكتاب ... )) أي أن الأرض لم تكن مرضية لله عز وجل وهذا فيه فائدة .. أن نتدبر حلم الله عز وجل فانظر إلى حلم الله عز وجل فالأرض كانت مطبقة بالظلام مع ذلك فان الله عنده الحلم والرحمة فيرسل النبي صلى الله عليه وسلم الرحمة المهداة يبدد ظلمات الأرض فالنبي صلى الله عليه وسلم يخبرنا أن هذا النور الذي أرسل به هذا النور لا ينطفئ إلى قيام الساعة "ولا تزال" هذا الفعل للاستمرار "طائفة من أمتي " لابد من تواجد هذه الطائفة سواء كانت مجتمعة أو متفرقة      " ظاهرين على الحق " ومعنى الظهور أي النصر وفيه معنى الوضوح أي أنهم غير متخفيين وفيه معنى التمكن "لا يضرهم من خالفهم أو خذلهم" أي أنهم سيتعرضون للتضييق والمخالفة والخذلان لا يضرهم هذا الأمر إلى متى ستظل باقية هذه الطائفة "حتى يأتي أمر الله " وهو قبل قيام الساعة أو قرب قيام الساعة .


النبي صلى الله عليه وسلم استلم هذه الأرض وهي مظلمة ماذا فعل ؟.؟؟!!!!!!!
"يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ (1) قُم ْفَأَنْذِرْ (2) وَرَبَّك َفَكَبِّرْ (3) وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ (4) وَالرُّجْز َفَاهْجُرْ (5) وَلَا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ (6) وَلِرَبِّكَ فَاصْبِرْ (7)"


 هذه كانت قواعد وأركان الدعوة التي أنزلت على النبي صلى الله عليه وسلم قام النبي صلى الله عليه وسلم من هذه الآية بعث ب"أقرأ " وأرسل بالمدثر أي صار مطالبا أن يقوم فيدعوا خاض جميع المراحل الدعوة الفردية السرية والدعوة الفردية العلنية والدعوة العامة وذاق ويلات الاستضعاف... والتعذيب البدني ...والتعذيب المعنوي ..التشويه والتعرض لحملات الإعلام والتضليل... المقاطعة الاقتصادية.. والجوع ..والخوف... الحروب ...ثم عاش مرحلة الدولة ويرسل الرسل والسفراء ويتعامل مع الدولة المسلمة الكاملة الأركان ويتوسع .....سبحان الله سيرة كاملة فالنبي صلى الله عليه وسلم كما قلت لكم هو المثل الكامل .
فالآن نريد أن نعلم ما هو حجر الزاوية وما هى البداية في هذا المنهج التطبيقي 





............ما هي البداية ؟....بماذا بدأ النبي صلى الله عليه وسلم في إقامة الدين ؟
النبي صلى الله عليه وسلم بدأ يدعوا الدعوة العامة الدعوة إلى الإيمان بمفهومه الشامل بكل معانيه لذا نقول نحن من الله عز وجل علينا وصار لنا ممثلون في البرلمان وصار لنا في الناس ذكر وصار لنا تواجد بفضل الله عز وجل ثم بفضل الدعوة فهذه الدعوة بها كل الخير والبركة لذا أنا أرى ألا ننشغل عنها وألا نزهد فيها فالمساجد تشكوا من قلة روادها فاضرب نموذج واحد فقط كان عندنا درس لشيخ فاضل الشيخ إبراهيم أبو طالب كان الدرس قبل الثورة  وكان المسجد ضيق جدا ومكان النساء به ضيق جدا ولا أكون مبالغ إذا قلت إنه كان مترين في ثلاثة متر لدرجة أن بعض الأخوات من حرصها على سماع الدرس كانت تجلس في سيارة زوجها لتسمع الدرس من السماعات الخارجية وكان الشيخ ممنوع من أن يخرج خارج المسجد وبعد الثورة وذهاب الضغط الأمني الشيخ انتقل بدرسه إلى مسجد أوسع بكثير جدا من المسجد السابق ومسجد النساء الجديد يساويه عشرات المرات.....ما النتيجة ؟.....النتيجة أن هناك زهد هناك زهد في حضور المواعيد الشرعية الدروس والخطب والمواعظ.


كيف ندعوا إلى الله وليس عندنا أدوات الدعوة ومن أول أدوات الدعوة العلم الشرعي .هذا كان استطراد خارج الموضوع لكنه مقصود لحاجتنا إلى معرفة أن الدعوة إلى الله عز وجل هي الدعوة إلى الإيمان بمفهومه الشامل الدعوة إلى الإيمان والعقائد والعبادات الدعوة إلى الأخلاق والسلوك .....دعوة كاملة.


ثم يقوم النبي صلى الله عليه وسلم بعد أن يبث الدعوة في الأفاق فينتقي الشخصيات التي تتفاعل معه وتستجيب لدعوته ويعمد على تربيتها تربية خاصة لأنه في مرحلة البناء بناء الأعمدة الخراسانية والقواعد الخراسانية التي سيقوم عليها بناء الإسلام بعد ذلك فلابد لهذه الأعمدة وهذه القواعد أن تنال عناية خاصة .
نكتفى بهذا القدر ونستكمل في المرة القادمة كيف استكمل النبي صلى الله عليه وسلم طريق التغيير وكيف بني الشخصيات التي ستحدث هذا التغيير .







ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق