>

الأحد، 11 مارس 2012

معنى "شمول العبادة ".





إن الحمد لله تعالى نحمده ونستعين به ونستغفره ونعوذ بالله تعالى من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا إنه من يهده الله تعالى فلا مضل له ومن يضلل فلا هادى له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا 

عبده ورسوله أما بعد:-


ما زال حديثنا متصلا عن قضية العبودية واليوم نتكلم عن أن العبودية لله عز وجل أمر شامل كنا اشرنا إلى طرف منها في بداية تناولنا لهذه القضية وقلنا تعريف العبادة وقلنا أنها " اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من أقوال وأفعال ظاهرة وباطنه ".


اليوم نحاول أن  نقف مع هذا المعنى وقفة طويلة وهو معنى "شمول العبادة ".

تكلمنا في المرات السابقة عن العبادة وتعريفها وكيفية تحصيلها وكيفية الاستعانة بالله في أداء هذه العبادة .
اليوم نتكلم عن أمر في غاية الأهمية : وهو أن العبادة لا تعني التعبدات والشعائر فقط .
نحاول أن نبدأ هذا الدرس بسؤال ؟؟
الم نرى  كثيرا  من الأشخاص الذين يوصفون بالطيبة من المسلمين رجالا أو نساء يكون محافظ جدا على العبادات من صلاة وصيام وأداء للزكاة بل يكون مكثرا من بعض القربات اى العبادات المحضة مثل إطعام المساكين وصيام النوافل والحج والعمرة لكن في نفس الوقت نراه يعمل في مهنة محرمة يعمل مثلا محاسب في مكان ربوي أو يعمل في مكان يتعرض فيه للحكم بغير ما انزل الله أو امرأته لا تلتزم الحجاب الشرعي او بعض هؤلاء لا يلزم أبناءه بالالتزام في الملبس أو حفلات الزواج أو غيرها فما الذي يحدث إذا نظرنا إلى عباداته شعرنا انه يؤدي هذه العبادات بروح..... بحرص وإتقان ..............أين الخلل؟

الخلل هو فهم معنى العبادة ... فهو تحصل عنده أن العبادة تنجيه من عذاب الله عز وجل يوم القيامة وان العبادة التي يقوم بأدائها فتستريح نفسه ويستريح ضميره من هذا الدين وهذا الثقل الذي عليه هو التعبدات فقط داخل أركان المسجد أو داخل حدود النفس داخل الحدود الشخصية للإنسان فإذا تعدى الأمر ذلك فلا يلتزم حكم الله سبحانه  فيما عدا ذلك ........إذا هناك خلل في مفهوم العبادة .
هذا الخلل يكون منه جزء جهل انه لا يعلم حكم الله عز وجل في كثير من المسائل والفرعيات التي تعترضه في حياته ومنها نوع من عدم الإقرار فهو مثلا يسلم أن الشرع له تدخل في هذه الأشياء على المستوى الفردي والمستوى الشخصي وعلى المستوى الجماعي أو مستوى الامه بعض الناس يريد أن يجعل الأمة مسلمه ولا ينزع منها إسلامها ويجعل الدين الرسمي للدولة هو الإسلام ويصف الشعب انه متدين وفي نفس الوقت يريد أن يحتفظ في التشريعات فيما يخص حياة الناس في أمور الاقتصاد وأمور السياسة والأمور الاجتماعية وأمور الثقافة والفن والرياضة وغير ذلك بما يتوافق عليه الناس ولا يخضع ذلك لحكم الله سبحانه .

فعندما نتكلم عن

قضية شمول العبادة.نتكلم على مستويين

مستوى الفرد ومستوى الامه

على مستوى الفرد لابد من امرين

تصحيح التصور وما هو معنى العبادة أولا

ثم يتبعه بعد ذلك معرفة حكم الله تعالى في كل جزئية وفي كل ما يتعلق بحياة الإنسان كما تكلمنا قبل ذلك إن الإنسان لا يسكن متحرك ولا يحرك ساكنا إلا إذا كان يعلم حكم الله تعالى في هذا الشيء .
فإذا فهمنا معنى العبادة ثم تبعناها بمعرفة حكم الله في كل مسألة كيف نصل إلى حكم الله في المسألة؟
أمر من اثنين أما أنا اعلم أو اسأل من يعلم قال تعالى "فاسألوا أهل الذكر إن كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ " إذا من يعلم لا يسأل فالإنسان أما أن يكون عنده علم بالمسألة أو يلزمه أن يسأل من عنده علم صحيح بالمسألة .
ما هو العلم؟

العلم قال الله قال رسوله ...........قال الصحابة هم أولو العرفان
ما العلم نصبك للخلاف سفاهة ......بين الرسول وبين قول فلان

فالعلم الشرعي لا يعني أن اجلس ادرس في القضايا المعقدة دون أن أصل إلى شيء فكلمة عندي علم في مسألة أي عندي تحصيل لمراد الله ومراد النبي صلى الله عليه وسلم في المسألة آية أو حديث وقول الصحابة أو قول العلماء في هذه المسألة فهذا معنى أني اطلب العلم أي اطلب معرفة أمر الله في هذه المسألة معرفة ما أتى به النبي صلى الله عليه وسلم في المسائل وكلما ازداد الإنسان في التعلم ومعرفة الأدلة ومعرفة الأحاديث ومعرفة أمر الله سبحانه ومعرفة ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم ويحصل عنده دفع الإشكالات ودفع الشبهات عن بعض المسائل .
إذا كنت لا املك هذا العلم اسأل من عنده علم بالمسألة " فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ".

فلتحقيق العبادة بشمولها ماذا افعل ؟

لابد أن يكون تصوري للعبادة يشمل حياتي كلها فالمرأة التي لها زوج وأبناء وإخوة وأبوان فتعاملها مع كل هؤلاء داخل في مفهوم العبادة فتعاملها مع أبنائها مثلا فيه جزء جبلي جزء فطري لكن في نفس الوقت هي تتعبد لله عز وجل بفعل هذه الأمور مع أبناءها وكذلك مع زوجها وغيرهم اختيارها للملابس تعاملها في المطعم والمشرب تعاملها في اختيار الزوج تعاملها مع أهل زوجها تعاملها مع أخواتها في المسجد كل هذا يدخل تحت مفهوم العبادة
ففي كل عمل تسعى إليه تسأل نفسها ما الذي يرضي الله في هذا العمل  فتعمله وإذا كانت لا تعلم ما يرضي الله عز وجل تسأل أهل العلم في هذه المسألة


من هم اهل الذكر ؟

فيهم صفتان صفة العلم وصفة التقوى او العلم والعدالة

و العدالة تعني السلامة من الفسق و خوارم المروءة فمن الممكن أن يكون عندنا رجل عنده علم متخرج من جامعة أزهرية مثلا لكنه عنده فسق أو عنده خوارم مروءة أي لا يتحفظ مما يسقط مروءته ومن المزريات  إذا هذا الإنسان لا يؤتمن على أن يؤخذ منه الفتوى وآخر متدين جدا لكنه قليل العلم فهذا أيضا لا يوئمن على الفتوى ولا يسأل في ذلك ...........هذا على مستوى الفرد .
على مستوى الجماعة ..هذا أمر في غاية الأهمية فإذا كنا نحيا الآن في مرحلة سقوط نظام ومحاولة بناء نظام جديد وهناك تحديات كثيرة  تقابل  أهل الدين وأصحاب المشروع الإسلامي في المرحلة الحالية والمقبلة فنسأل الله أن يرزقنا التيسير والسداد .
المشكلة أنهم يحاولون أن يزرعوا في عقول الناس انه لا سياسة في الدين ولا دين في السياسة  يحاولون أن يزرعوا في عقول الناس أن الإسلام دين فقط وليس دولة .
د. عطية عدلان له رسالة يتكلم فيها عن الأحكام الشرعية للنوازل السياسية فيتكلم تحت عنوان الإسلام دين ودولة فيقول "يغلب على ظني انه لن يخطر ببال احد من خلق الله مسلمهم وكافرهم وعالمهم وجاهلهم وحاضرهم وباديهم من لدن هجرة النبي صلى الله عليه وسلم إلى أوائل القرن الفائت أن زمانا سيأتي يظهر فيه رجالا ينتعلون عقولهم وينتهزون كل فرصة تسنح ليطلقوا صيحتهم المنكرة (أن الإسلام دين بلا دولة ) ولئن كان هذا الذي جرى عجيبا وغريبا فالأشد منه عجبا وغرابة أن تجد هذه الفرية الكبرى من يدني لها سمعه ويصغي لها قلبه فإذا بها بعد أن كانت من الدعاوى نشازا قبيحا مستهجنا صارت تزاحم الأقوال والمزاعم واحسب انه لولا ذلك لكان من الرأي والحكمة أن تطرح فلا يلتفت لها ولا تحظى بأدنى عناية واهتمام لكنه الاضطرار الذي الجأ إليه ضعف العقول والسذاجة التفكير والهزيمة النفسية والفكرية التي ولدت الانبهار بكل ما جاء به الغرب أو نقله لنا المتغربون عن الغرب "

بدأت المشكلة يعد أن تولى محمد علي حكم مصر في بداية القرن التاسع عشر 1806 أو 1807 محمد علي كان قليل الديانة وكان خارج عن رعاية الملة وحفظ الدين بل هواه كان أجنبيا يسارع في مرضاة الانجليز والفرنسيين وبالأخص الفرنسيين فسعى محمد علي إلى استدبار الدين واستقبال العلمانية والنظام التغريبي المحض وبدا يسعى سعيا حثيثا لهذا الأمر لكن الدين يضرب جذوره في قلوب الناس لذا كان يواجه مشكلة ضخمة وبدأ يواجه المسلمين في هذا الوقت وبدأ يلعب دور قبيح جدا بدأ ينفتح في تأسيس دولة حديثه أي لها جيش قوي وتقنية ويحرص على استيراد الخبرات من الخارج ويرسل البعثات المصرية لأوروبا لدراسة احدث ما وصلوا إليه في التقنية وفي المقابل يعزل الأزهر ويعمل على تقليص دور علماءه في الحياة العامة وجاء أبناءه وساروا على نهجه فمثلا إسماعيل باشا هذا استدان من الدنيا كلها ليجعل القاهرة قطعة من أوروبا القاهرة هذه كانت من أجمل مدن العالم فتخيلوا إن القاهرة يعمل بها دار الأوبرا القديمة قبل أن تجددها المنحة اليابانية في الثمانينيات دار الأوبرا القديمة تأسست في عهد إسماعيل باشا وبدأت الأزياء الأجنبية تدخل مصر وكان حريصا أن يعلم أبناء الباشوات وأبناء الطبقة العالية اللغة الفرنسية وهذه الطبقة هي النخبة التي تتحكم في طريقة الحكم والوزارات وغيرها  لكن عموم الناس ما زال الدين يضرب بجذوره في قلوبهم وجاء بعد ذلك السعي الحثيث عن طريق رفاعة الطهطاوي وبعده جمال الدين الأفغاني ومحمد عبده وسلسله خبيثة كلها في محاولة تغريب المجتمع من الداخل محاولة توصيل التغريب والفساد الذي حدث في الطبقة الحاكمة لأنهم استدبروا  الدين واستقبلوا العلمانية والنظام الغربي الكامل فحاولوا أن يوصلوه إلى عموم الناس فأنشأت الصحف والغريب انه أول من انشأت الصحف والمسرح كان على يد النصارى وكذا المسرح على يد النصارى واليهود .

وبدأت تظهر نعارات أخرى وهي قطع الصلة بالدين والاتصال بروابط أخرى فروابط الدين بماذا آتت لنا ؟ جاءت لنا بالحكم العثماني الذي كله تخلف لا..... نحن نريد روابط أخرى مثل القومية العربية ورابطة الفرعونية الذي نادي بها احمد لطفي السيد الذي يسمونه أستاذ الجيل الذي كان يقول لابد أن نأخذ كل ما عند الغرب حتى النجاسات التي في أمعائهم  والالتهابات التي في رئييهم  بمنتهى التصريح أي انه لابد أن نأخذ كل ما عند الغرب.
وفي الربع الأول من القرن الماضي بعد الحرب العالمية الأولى طلع رجل أزهري اسمه علي عبد الرازق ألف كتاب وهو المصيبة وسماه "الإسلام وأصول الحكم " يقول علي عبد الرازق في كتابه(النبي محمد ما كان إلا رسولا،لدعوة دينية خالصة للدين،لا تشوبها نزعة ملك ولا دعوة الدولة وانه لم يكن للنبي صلى الله عليه وسلم ملك ولا حكومة وانه صلى الله عليه وسلم لم يقم بتأسيس مملكة يفهم سياستها بهذه الكلمة وما كان إلا رسولا كإخوانه الخالين من الرسل وما كان ملكا ولا مؤسس دولة ولا داعيا إلى ملك ) هذه هي الدعوة التي قام بها الشيخ علي عبد الرازق وعلى أثره قام آخرون وعلى نهجه سار آخرون وبدعواه ادعى مدعون .
وكان البرلمان وقتئذ فيه قدر من التحاور  نوعا ما طبعا اغلبنا لم يرى إلا البرلمان الهزلي مع فتحي سرور لكن البرلمان هو مجلس الشعب فصعب جدا أن يتفق كل من فيه على رأي واحد لان الناس مختلفة وتريد أن تحقق لمن انتخبوهم ما يريدون وان كان بها بعض الآثار السلبية لكن فيها ميزة أيضا لكن البرلمان كان عبارة عن مسرحية هزلية فتحي سرور رئيس البرلمان والحزب الحاكم هو الأغلبية في البرلمان ورئيس الحزب الحاكم هو رئيس الدولة فتشعر أن مفاصل الدولة تسير في اتجاه واحد فرئيس الدولة هو رئيس الحزب الحاكم والحزب هذا له الأغلبية في مجلس الشعب وهو القائد الأعلى للقوات المسلحة وهو نفسه رئيس الجمهورية هذا من العجب  ...

..فالأنظمة في العالم كله نظام من ثلاثة

أما دولة رئاسية مثل امريكا

او برلمانيه مثل انجلترا فالحكومة عندهم  يشكلها البرلمان وحده

أو نظام مختلط مثل فرنسا.............مصر أي دولة من الثلاثة؟!!

كان هناك دكتور في العلوم السياسية يعطي محاضرة في هذه المسألة فأتى بشكل توضيحي على شاشة عرض كل دولة من دول العالم ملونه بلون يرمز لنظام كل دولة مصر وليبيا الوحيدين الذين لم يكن لهم لون حتى أن هناك بعض الأنظمة كانت دكتاتورية أو كذا لكن مصر وليبيا كان لهم توليفه خاصة للدستور جمعوا به كل الشرور لا ليس كل الشرور بل كل الميزات الخاصة برئيس الجمهورية فالنظام الرئاسي يكون من حق رئيس الجمهورية أن يعين الحكومة والنظام الشبه رئاسي يكون من حق الرئيس أن يحل البرلمان وفي النظام البرلماني يمكن أن يكون الوزراء أعضاء في البرلمان فنحن خلطنا بين الثلاثة فأصبح عندنا نظام هجين بين الثلاثة مقصور على مصر عندنا رئيس جمهورية من حقه حل البرلمان ومن حقه يعين الحكومة ومن حق الوزراء أن يكونوا نواب بمجلس الشعب فتيقظنا على هذه الطبخة ......هذا استطراد لنفهم ما نعيش فيه لعله يفيدكم عن بعض الأمور المعقدة التي نراها........

الشاهد من الكلام أن في بداية القرن الماضي كان هناك برلمان قوي وكان هناك ملك له توجهه وفي نفس الوقت كان هناك أحزاب مثل حزب الامه لسعد زغلول وغيره بعض الأحزاب الذي لها أفكار وطنيه مثل الحزب الوطني الذي أسس في البداية وليس الحزب الوطني الديمقراطي وهو الحزب الذي أنشأه مصطفى كامل وكان هناك بعض الاتجاهات الإصلاحية في البلد وكان هناك من يوالي الانجليز  أي أن الدنيا كان فيها أنماط شتى .....
انتفض البرلمان لكتاب علي عبد الرازق وتم سحب الكتاب... والأزهر سحب منه درجة العالمية التي أخذها وأقالوه من الأزهر وأزالوا اسمه أي لم يعد ينتسب للأزهر وتم مصادرة الكتاب وتم الرد عليه عدة ردود منها الرد القوى لشيخ الأزهر السابق وهو الشيخ محمد الخضر حسين وهو من أصل تونسي وكان منصب شيخ الأزهر منصب عالمي... وهذه المشكلة الآن أن القانون الجديد الذي أصدروه يجعل شيخ الأزهر لابد أن يكون مصري وهذا إشكال لان الأزهر طوال عمره منصب عالمي لكل المسلمين في الدنيا .

فالإشكال كما قلنا أن هذا الكتاب هو أول كتاب يقول أن الإسلام دين وليس دولة  ولا يعرف في الإسلام معنى الدولة فنوقش هذا الكلام في البرلمان ورد عليه بكلام شديد جدا ويقال أن هذا الرد أرسل إلى علي عبد الرازق نفسه ويقال أن هذا الكلام كان لأحد المستشرقين وعلي عبد الرازق تبنى هذه المقالة وإحقاقا للحق يقال انه في أواخر حياته أعلن انه تبرأ من هذا الكتاب وانه أساء في هذا الكتاب لكن بعدما ملأ الدنيا وكان هو البذرة الخبيثة التي انبتت الشجر الخبيث التي نرى كل هذه الثمار منه  لكن الله عز وجل رحمته واسعة ويبقى الأثر السيئ لهذا الكتاب.... نفس إشكال قاسم أمين بعدما قام بمصيبته وهي كتاب تحرير المرأة جاء في الأخر وقال ما كنت أظن أبدا أن يبلغ الأمر ما بلغ وأنا في غاية الأسف على ما وصل به الحال وان الشباب والفتيات فهموا دعوتي خطأ

نعب الغراب بما كرهت ......ولا إزالة للقدر
تبكي على لبنى وأنت قتلتها ..........فاصبر وإلا فانتحر

فأنت من فعلت هذه المصيبة ثم تأتي الآن للتألم وتقول ما كنت أظن أن الأمر يبلغ ما بلغ ونفس الكلام حدث مع طه حسين فيكل ما عمله من كل الموبقات حيث كتب الكتاب المجرم له كتاب الشعر الجاهلي وانعقد البرلمان لهذا الكتاب أيضا وتعرض الكتاب للمصادرة وتعرض طه حسين نفسه للنيابة سنة 1925 و1926 ووجهت له تهمة ازدراء الدين وتهمة التشكيك في العقائد الثابتة عند عوام المسلمين فاستوفى ثلاثة أركان للجريمة.. وركن العمد والقصد وكيل النيابة لم يثبته عليه وسحب الكتاب من السوق أيضا وبعد كل الهدم الذي قام به طه حسين في الدين والشباب وللأسف كل هؤلاء انشأوا هذه التيارات وجاء بعد هذا أساتذة جامعه وتولوا هذا الآمر وغزلوا على منوال هؤلاء في النهاية وفي أواخر حياة طه حسين بدأ يكتب بعض الكتابات الإسلامية وان كانت لا تخلوا من أن بها شوائب كثيرة لكنه بدأ يتراجع نسبيا عن الهراء الذي كان يقوله وبدأ يحاول أن يميل إلى الكتابات الدينية .
القصة أن قضية فصل الدين عن الدولة هذا الأمر اخذ أعوام وظلت بعض الدعوات التي تنادي بشيء واحد... أن الإسلام دين وليس دولة أي أن الإسلام لا يحكم حياة الناس نسمع كثيرا كلمة حكم مدني .مدني أي مجتمعي فماذا يعني انك تريد حكم مدني أي حكم مجتمعي أي أن الناس هي التي تشرع لنفسها وهذه ظهرت في مقابل الدولة الدينية التي كانت في أوروبا ...حتى أن كثيرا من العبارات التي أتوقع أن حضراتكم أخذتموها في المدارس وهي كلمة "الدين لله والوطن للجميع " هذه العبارة من الكفر... وكانت تلقن لنا في المدارس على أنها إحدى العقائد الثابتة .
فالدين لله والوطن لله أيضا فما يصح لنا أن نفصل بين الدين وهو التدين الشخصي وبين الحياة في الوطن.
فماذا يعنون بالدين لله والوطن للجميع ؟

أي إذا أردت أن تدين هذا بينك وبين الله فالدين لله وهذا أمر بينك وبين الله عز وجل والوطن للجميع أي لا تقول انك مسلم وهذا غير مسلم أي أن كلامك أنت هو الصحيح وكلامه غير صحيح ....... وأصبحوا يتحدثون انه لا احد يملك الحقيقة المطلقة كان هناك دكتور يقول ليس هناك شيء ممكن نقول عليه مطلق إلا الله عز وجل فهو الذي لا خلاف فيه وأي شيء بعد ذلك نسبي أي من وجهة نظرك كذا ومن وجهة نظري كذا هذا معنى نسبية ولا استطيع أن اجزم أني أنا الحق ...............هذا الكلام مصيبة عندنا في العقيدة من شروط صحة لا اله إلا الله علم, يقين, وإخلاص, وصدقك, مع محبة وقبول, وانقياد لها
ا لشروط التي وضعها حافظ الحكمي وقلنا أنها غير محصورة في هذه السبعة وقلنا أنها من الشروط الأساسية المنصوص عليها قال تعالى " إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يرتابوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ الله أُوْلَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ" ا

فالمؤمن لا يكون مومنا إلا إذا خلا من الريب )
وهذا يفسر حوارات الإعلام ... فالهجمة الشرسة التي كانت على السلفيين كانت من هذا الباب أي لا تحاولوا أن تقولوا للناس أن معكم الحقيقة المطلقة أي لا تقولوا أنكم أنتم الصواب وما عاداكم باطل هذا ما يسمونه الفاشية نسبة إلى (الفيشس) الحرس الثوري الايطالي وكانوا تمردوا وعملوا انقلاب وكان عندهم عداء شديد لنظام الحكم  ولكل من يخالفهم لذا سموا بالنظام الفاشي نسبة إلى هؤلاء .فحين نقول أن الإسلام هو الحق " وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِيناً فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ." " يقولون هذه فاشية لأنك تقصي الآخر وتقول انه سيدخل النار
كما كتب بلال فضل قال من المتخلف الذي قال أن الله خلق مليارات البشر ليقوموا بدور الكمبرس في مشهد النهاية ونهاية العالم ولا يدخل الجنة غير المسلمين هذا الكلام كلام قادح للإيمان فهذا الكلام يخالف صريح القران " وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِيناً فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ." "

فأنت لا ينبغي أن تقول أن معك الحقيقة المطلقة لذا لا ينبغي أن تقول بتحكيم الشريعة  فهذه الشريعة من وجهة نظرك أنت صح ومن وجهة نظر النصارى غير ملزمة لهم ومن وجهة نظر العلمانيين غير ملزمة إذا لكي نعيش بصورة صحيحة ماذا نفعل نعيش في دولة مدنية ليس لها علاقة بالدين فنقول أن هذه الدولة دينها الإسلام أي أن عندنا أذان واحتفال بليلة القدر واحتفال بالمولد النبوي ويذهبون للحج ونعمل مدفع رمضان ونحتفل بالعيد ونأتي بالفوانيس .........هذا كله جميل جدا لكن أن تأتي وتقول لي في النظام الاقتصادي ونقول أحكام الربا وغيرها من الأحكام وأحكام البيوع وأحكام الاقتراض وغيرها ......لا ينبغي ....تأتي إلى النظام السياسي وتتحدث عن ولاية المرأة وولاية الكافر لا ينبغي ..........

.نتحدث عن النظام الثقافي فلا ينبغي أن تخالفه فالدنيا قامت ولم تقعد أن الشيخ عبد المنعم قال أن أدب نجيب محفوظ أدب داعر فأريد أن أخبركم بشيء فكتب نجيب محفوظ لا يستطيع أن ينظر إلى غلافها وأنا أقول هذا الكلام بعد جولة في معرض الكتاب فالصور الموضوعة على كتبه لا ينظر إليها وهناك روايات أسماءها في غاية الفجاجة لا يستطيع الإنسان أن يتحدث مع الناس عن أسماء الروايات فقط الم يقرئوا الثلاثية الم يقرئوا الشحاذ كيف يغضبون من قولة الشيخ عبد المنعم انه أدب داعر فهو فعلا أدب داعر فعلا مصر في ظل أدب نجيب محفوظ شيء مشين كل هذا فضلا عن الشق الفلسفي في أدب نجيب محفوظ وهو الشق الذي به قدر من الإلحاد نوعا ما وهو الانتصار للمعرفة وخاصة رواية أولاد حارتنا كانت تسمى بموت الإله التي سحبها الأزهر نفسه وقال أن فيه مخالفة لشرائع الإسلام .

فالأمر في غاية الخطورة .

فلكي يحدث توافق بين كل من في المجتمع ولا يكون هناك من يحتكر الحياة لصالحه بوجهة النظر المعينة التي تسمي هذا هو الحق المطلق وما عاداه هو الباطل والذي يسمونه بالحقيقة المطلقة التي لا يمتلكها احد فعندهم الدين لله والوطن للجميع

..........وبالطبع هذا كلام مردود .لماذا؟

لأنه ما من أمة من الأمم إلا ولها أنظمة من الحياة تشكل من خلالها الأفراد الذين ينشئون فيها فأي امة لها نظام للتعليم ولها نظام للأمر والنهي ونظام للأعلام أي إعلام الناس بما ينبغي أن يكون قدوة لهم وبما يدعون إليه وأي امة لها نظام في الحرب والسلم من تحارب ولماذا تحارب وعلى ماذا تحارب وما غاية الحرب ومن تسالم ولماذا تسالم لماذا  تعاهد وعلى ماذا تعاهد .......
كل امة لها نظام في فصل الخصومات بين الناس والقضاء بينهم في دماءهم وإعراضهم وخصوماتهم وأي امة لها نظام للثواب والعقاب ونظام لعقوبة الخارجين على قواعد المجتمع .
ليس هناك امة تكرم من يسرق فكل امة تعاقب من يخطئ ويخالف النظام العام المجتمعي وإلا فإذا لم تكن هذه الامه عندها هذه الأنظمة لم تستقر في أمر دين ولا دنيا .
فكل امة لها أنظمتها التي تحكمها حتى الأنظمة الاجتماعية والأنظمة السياسية وغيرها من أنظمة الحكم وغيرها.
السؤال هنا .هل الإسلام الدين الخاتم والنبي صلى الله عليه وسلم بعث بهذه الأنظمة أم لا ؟
بالطبع بعث بهذه الأنظمة فأنت عندك في التعليم هل المسلمون كان عندهم حض على التعليم وقيمة التعليم بالطبع 

فقوله تعالى

وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا  كَافَّةً ۚ فَلَوْلَا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَة لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ ا ٌ

فهذا في مقام الدعوة والإرشاد للناس وتعليمهم ما يلزمهم عن طريق التعلم والتعليم فهذه ايه أتى بها الشرع فنؤسس عليها نظام التعليم بان نهتم بالتعليم فلن ينفر كل الناس للجهاد ويتركوا الامه دون من يعلمها فهذه احد الآيات وإلا لو فتحنا احد الكتب مثل كتاب بن عبد البر في( جامع بيان العلم وفضله) وترى كم الآيات  والأحاديث والآثار والفوائد المستنبطة في مسألة التعلم .
مسألة مثلا الحسبة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر قال سبحانه " وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْر وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَر وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ

ِ  َ" قال تعالى " كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّة أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْن عَنِ الْمُنكَرِ  ٍ َ بيده  ِ" قال صلى الله عليه وسلم " من رأى منكم منكرا فليغيره بنظام للمجتمع ككل على مستوى الأمة وعلى مستوى الأفراد أن يحدث عدم اقتراف للمنكر فهذا نظام لعدم وقوع المنكر مع التطور المجتمعي وبأي صورة سواء في صورة ضباط أو هيئه أو أي صورة تطبق من خلالها هذه الأسس.
كذا النظام الإسلامي في الحرب والسلم والجهاد قال سبحانه "وقاتلوا المشركين كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُم ْكَافَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَع َالْمُتَّقِينَ" قال تعالى "وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُون َفِتْنَةٌ وَيَكُون َالدِّينُ لِلَّه ِفَإِنِ انْتَهَوْا فَلَا عُدْوَانَ إِلَّا عَلَى الظَّالِمِينَ" وقال تعالى "وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْم ِفَاجْنَح ْلَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّه ُهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ " قال تعالى "إِلَّا الَّذِينَ عَاهَدْتُمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ثُم َّلَم ْيَنْقُصُوكُمْ شَيْئًا وَلَم ْيُظَاهِرُوا عَلَيْكُم ْأَحَدًا فَأَتِمُّوا إِلَيْهِم ْعَهْدَهُمْ إِلَى مُدَّتِهِم ْإِنَّ اللَّه َيُحِبُّ الْمُتَّقِينَ " قال تعالى "قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّم َاللَّهُ وَرَسُولُه ُوَلَا يَدِينُونَ دِين َالْحَقِّ مِنَ الَّذِين َأُوتُو االْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَة َعَنْ يَد ٍوَهُمْ صَاغِرُونَ" قال تعالى في بيان الحكم بين الناس "وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُم ْبِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ"

وقال تعالى "وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ" وشرع سبحانه الحلول فقال "وَالسَّارِق وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا" وقال "الزَّانِيَة وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِئَةَ جَلْدَةٍ" وقال تعالى " يا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى " وقال تعالى في بيان النظام السياسي في الإسلام "يَا أَيُّهَا الَّذِين َآَمَنُوا أَطِيعُوا اللَّه َوَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْر ِمِنْكُمْ فَإِن ْتَنَازَعْتُم ْفِ بشيء فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّه ِوَالرَّسُولِ إِن ْكُنْتُم ْتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِر ِذَلِكَ خَيْر ٌوَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا" وقل النبي صلى الله عليه وسلم "إذا بويع لخليفتين فاقتلوا الأخر منهم ا " قال النبي صلى الله عليه وسلم "من أتاكم وأمرك جميعا على قلب رجل واحد يريد ن يشق عصاكم أو جماعتكم فاقتلوه"
إذا الأنظمة التي في المجتمع ورد بها  أن أي امة لابد أن يكون لها أنظمة تعيش بها  ونحن نقول أن الأنظمة التي يعيش بها الناس حياتهم وردت عندنا وردت منصوص عليها في القران والأحاديث واصلت في التراث الضخم الذي عنى به علماء المسلمين.

في الأموال ولبيع والشراء قال سبحانه "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِنْ كُنْتُم ْمُؤْمِنِين" وقال تعالى "وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا".
هناك آيات تضبط علاقة الرجل بالمرأة وعلاقة المرأة بالرجل في الحياة الزوجية قوله "لِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ" وقوله تعالى "الرِّجَال قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّل َاللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْض ٍوَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ َمْوَالِهِمْ"
الآيات التي بها فض الإطعام "كَلَّا بَلْ لَا تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ (17) وَلَا تَحَاضُّونَ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِين" ومسألة الكفالة ومسألة عدم استئثار  احد بالمال دون غير ه كي لا يكون دولة بين الأغنياء منكم .

كل ما نتخيله من الأسس والأنظمة التي تعيش بها المجتمع نجده في الشرع .
إذا الفرية أن الإسلام دين وليس دولة هذا الكلام يناقض المنصوص عليه في القران والمنصوص عليه في السنة وللأسف هم يستغلون غربة الدين وجهل كثير من أبناء الإسلام بدينهم بالنصوص الشرعية أو الآيات والأحاديث لتفسير هذه الأمور .
نقول سريعا الأسس العامة للسياسة في الإسلام .

أولا السيادة للشرع والسيادة هي سلطة كاملة مطلقة لا يحدها حد وتتفرع منه كل المشروعات بعد ذلك هم يريدون السيادة للقانون ومنهم من يقول السيادة للشعب ومنهم من يقول السيادة للبرلمان ........الشيخ المقدم له شريطان في غاية الجمال من أكثر من عشرين عام يقول " السيادة للقران لا للبرلمان "

ثانيا السلطان للأمة فمسألة أن الأمة مصدر السلطات فالأمة لا تشرع لكن أن يقوم أهل الحل والعقد بإقرار أو بالبحث عن حكم الله عز وجل في المسألة لكن السلطة القضائية ومن يتولى القضاء هم أفراد من الامه وإختيار الخليفة موكول إلى الامه وكل هذه الأسس أسس وأصول وقد يعتري آليات تطبيقها تطور على مدار المجتمع والحياة لكن الصورة الأساسية التي نقرها أن هناك أساس يسمى السيادة للشرع وآليات الاختيار لا نختلف .عليها كثيرا
الأساس الثالث أن الشورى مبدأ من مبادئ الحكم
الأساس الرابع وهو أن التكامل أساس العلاقة بين الحاكم والمحكوم .

الأساس الخامس إقامة العدل وحراسة الحريات ورعاية المبادئ وحقوق الإنسان .......كل هذه صيغ معاصرة للمبادئ في الشريعة الإسلامية .
الأساس السادس وحدة الامه وهي عدم تفرقها وتمزقها .

·        هناك مؤسسات للدولة المسلمة مثل مؤسسة أهل الحل والعقد ومؤسسة السلطة القضائية والسلطة التنفيذية والسلطة التشريعية وليس من يشرع من دون الله ولكن وظيفة المجتهد أن يكشف عن حكم الله في هذه المسألة

فمسألة أن الإسلام دين فقط لا يعرف الدولة هذا كلام خاطئ فما تعريف الدولة أهل السياسة يقولون أن الدولة تتكون من شعب وإقليم وحكومة تتولى توزيع القيم والموارد ولها سلطة في توزيع القيم والموارد وسيادة التعامل مع من في المجتمع إذا كان مسلما أو ذميا أو محاربا أو معاهدا أو غيره وما تملكه الدولة وما تملكه الأفراد والحكومة والحاكم والسيادة للشرع .
ما يحاولون الضغط به أن هذا الشرع نسبي فأنت ترى أن هذا من الشرع وهذا لا يراه من الشرع ومعنى هذا الكلام أن الله انزل علينا دين وتشريع لا يستطيع احد أن ينفذه ...........نقول لا
هناك أمور قطعية لا يخالف فيها مسلم وهي الأمور المعلومة للعامة والخاصة من العقائد ومن أمور العبادات المجمع عليها مثل حرمة الخمر وحرمة الزنا وحرمة نكاح المحارم وكل ما اتفق على حرمتها وكل ما اتفق على وجوبها من صلاة وزكاة والحج وما ليس فيه خلاف فهذه أمور قطعية وأمور أخرى لم يخالف فيها إلا الضلال وأصحاب الأهواء والبدع وهذا ما يسمى مواطن الخلاف غير السائغ وهم من قد لا يحكم عليهم بالكفر ولكن بالضلال وما ورد فيه آيات بينات قطعية.. الضابط  آية أو حديث أو إجماع أو قياس جلي .

هناك منطقة ثالثة تسمى الخلاف السائغ وهو ما يكون فيه مجال للاختلاف وهذا ليس بمثابة أن يعمل كل منا ما يريده ولكننا عندنا قاعدة شرعية أن حكم الحاكم يرفع الخلاف فالأمور التي فيها هذا الخلاف إذا كانت أمور شخصية خاصة بالإنسان إذا كنت من أهل الذكر أو أنت عندك علم في المسألة اعمل بما تعلمه وإذا كنت لا تملك علما في المسألة فاسأل آهل العلم هذا إذا كانت مسألة شخصية خاصة بك أما إذا كانت مسألة تتعلق بالأمة ككل فيكون وقتها هناك ما يسمى بالاجتهاد الجماعي وفي هذه الحالة حكم الحاكم يرفع الخلاف فيحكم بحكمه في المسألة ويكون عندنا علم أن هناك رأي يقول كذا ويرفع هذا هيئة أو مؤسسة مؤهلة لمثل هذا .

فلا ينبغي أن يشعرونا أن الإسلام والدين والقران والسنة من الأمور الوهمية أي احد يمكنه أن يقول أي كلام .
وبهذا نصل إلى أخر المباحث في مسألة العبودية والكلام في هذه المسألة أنا شخصيا استمتع به لأنه الوظيفة الأساسية فهذا موضوع لا ينسى ويا حبذا تذكر هذا الموضوع دائما ولمن يكون حديث العهد بالالتزام لابد أن توضح له هذه المفاهيم وأيضا نشر مثل هذه المفاهيم ضروري لان ما وصلنا لما نحن فيه إلا لسوء الفهم لهذه الأمور

اسأل الله أن يجعلنا وإياكم ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق