>

الجمعة، 23 ديسمبر 2011

البساطة فى مسكن الزوجية







البساطة فى مسكن الزوجية


وقفنا عند أحوال النبى ـ صلى الله عليه وسلم ـ مع زوجاته ومهرهن وكيف صدقهن ـ صلى الله عليه وسلم ـ وذكرنا أيضا بعض الأحكام الخاصة بهذا .



وسنتحدث اليوم عن البساطة فى مسكن الزوجية .. على بن ابى طالب وفاطمة وهما من أشرف الناس ومن أفضل البشر بعد الأنبياء وما ذكر من ابى بكر وعمر وعثمان فعلى أفضل الصحابة بعد هؤلاء الأربع وبعد النبى ـ صلى الله عليه وسلم ـ وابو بكر وعمر وعثمان ومع ذلك كان بيته بيتا بسيطا لم يكن فيه من أمور الدنيا مافيه ، وكلما كان للعروسين مسكن خاص بهما كلما كان أهنئ عند بنائهما وأستر لهما فى حياتهما الجديدة ويسأل النبى ـ صلى الله عليه وسلم ـ عليا أن يسعى فى ذلك ففعل
واستقل فى بيت خاص لكن .. كان بعيدا عن النبى ـ صلى الله عليه وسلم ـ قليلا فطلب من على أن يقترب منه فلما تيسر ذلك تحول .

فمسكن فاطمة يحكيه لنا أبو جعفر قال : لما قدم الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ المدينة نزل على أبى أيوب سنة أو نحو سنة ، فلما تزوج على فاطمة قال لعلى اطلب منزلا فطلب عليا منزلا فأصابه مستأخرا (بعيدا) عن النبى ـ صلى الله عليه وسلم ـ فبنى بها فيه فجاء النبى ـ صلى الله عليه وسلم ـ إليها فقال : إنى أريد أن أحولك إلى فقالت له ـ صلى الله عليه وسلم ـ فكلم حارثة بن النعمان أن يتحول عنى فقال الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ قد تحول وقد استحييت منه فبلغ ذلك حارثة وتحول وجاء إلى النبى ـ صلى الله عليه وسلم ـ فقال : يارسول الله إنى بلغنى أنك تحول فاطمة إليك وهذة منازلى هى أقرب بيوت بنى النجار بك وإنما أنا ومالى لله ورسوله والله يارسول الله المال الذى تأخذة منى أحب إلى من الذى تدع .

هذا دليل من أن النبى ـ صلى الله عليه وسلم ـ أراد أن تكون ابنته قريبة منه وهذ أمر مشروع يحب الأب أن تكون ابنته قريبة منه .

سؤال آخر لابد منه : هل لو طلب الأب (أبو الزوجة) من زوج ابنته أن يترك بيته ليكون قريبا منه .. هل يلزمه أن يفعل ذلك ؟                                                                                                                                                                                                               والله هذا يرجع إلى رأى الزوج هو الذى يقرر .. هل هذا ضرورى أم لا ؟؟ .. هذا الأمر فيه مصلحة أم لا ؟؟                                                                                                              أما ما فعله على فما كان لعلى أن يقول (لا) لرسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ... هذا أمر خاص بالنبى ـ صلى الله عليه وسلم ـ .                                                                                                                                              أما ما نفعله نحن فيكون تبع المصلحة والمفسدة ولعل يكون البنت بالقرب من أمها أصلح لحالها وأحيانا أفسد لحالها فالزوج له الحق فى ذلك وله الحق أن يرفض وعندما يرفض لا يصح من الزوجة أن تقف أمامه وتقول له (لا) "أنت لم تشترينى" وبعض الأخوات تكون هذة المسألة بالنسبة لهن حياة أو موت ويكون كسر بيتها بسبب هذا .

فعندما يطلب أبو الزوجة من زوج ابنته أن يترك منزلة ويأتى عندة وأحيانا يكون الزوج ساكن فى بيته الملك مع أبيه وأمه ويطلب منه أن يترك أمه وأبيه ويأتى عنده !!!! ... حتى لو كانت حماتها سيئة الخلق تصبر عليها وتحتسب ذلك وتعتبرها أمها حتى لو كانت أم الزوج سيئة .. ماذا سيفعل ؟! .. يترك لها البيت ويذهب تعتبرها تعتبر حماتها أمها وتصبر عليها كما تصبر على أمها وتبرها كما تبر أمها .. هكذا تَصلح حال البيوت وتَحسن .

* يوجد كلام قبيح جدا النساءتقول مثل "أنت لم تشترينى خدامة لأمك" .. لا  أنت تطيعى زوجك لله عزوجل ليس واجبا عليك أن تخدمى أمه ولكن واجب عليك أن تطيعى زوجك وإن وجدت أن فيه مفسدة فأتركيه بأدب .. لاتكونى سليطة اللسان إنما كونى مؤدبة فى كلامك مؤدبة فى أخلاقك مؤدبة فى حياتك .                                                                                                 هذا أدب لابد أن تتعلمه الأخوات لابد أن تكون مؤدبة لو الأخت سبت زوجها تكون قد هدمت حياتها .. لو الزوج سب زوجتة بهذا يكون قد هدم حياته حتى لو عاشوا معا بعد هذا "اللبن إذا تعكر بالسواد لن يعود مرة أخرى" .. فلابد أن يراعى هذا الأمر فالنبى امر على فلابد من السمع والطاعة أما بقية الناس فيرد إلى المصلحة والمفسدة .

مسألة أخرى : مساكن زوج النبى ـ صلى الله عليه وسلم ـ لما قال الحارثة بن النعمان ما قاله للنبى ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال له النبى ـ صلى الله عليه وسلم ـ"صدقت بارك الله عليك" فحولها إلى بيت حارثة (يعنى حارثة بن النعمان ترك بيته لعلى  ـ رضى الله عنه ـ).                                                                                                                                       قال محمد بن عمر وكان لحارثة بن النعمان منازل قرب مسجد النبى ـ صلى الله عليه وسلم ـ وحوله وكلما أحدث رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ أهله تحول له حارثة عن منزله حتى صارت منازله كلها للنبى ـ صلى الله عليه وسلم ـ .                                                    رجل كحارثة بن النعمان يبذل بيوته كاملة للنبى ـ صلى الله عليه وسلم ـ من أجل رضا الله تعالى عنه .. معانى لابد أن نستوعبها جيدا أننا نبذل لله عزوجل ونبذل لسنة النبى ـ صلى الله عليه وسلم ـ كلما طلب منه النبى ـ صلى الله عليه وسلم ـ تركه له .

فتحول له حارثة حتى صارت منازله كلها للنبى ـ صلى الله عليه وسلم ـ وازواجه .. عن عامر قال "لم يوصى رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ إلا بمساكن أزواجه وأرض تركها صدقة فقال: محمد لن عمر حدثنى معاذ بن محمد الآنصارى ، قال: سمعت عطاء الخرسانى فى مجلس فيه عمران بن أبى أنس يقول: وهو فيما بين القبر والمنبر أدركت حجر أزوج النبى ـ صلى الله عليه وسلم ـ وهى من جريد النخل على أبوابها المسوح (وهو شعر أسود) .. هذا بيصف حجرة النبى ـ صلى الله عليه وسلم ـ وأيضا النبى ـ صلى الله عليه وسلم ـ  لم يكن يعيش فى بيت كان يعيش فى حجرة واحدة !!! .. فيصف لنا عمران بن أنس فيقول أدركت حجر النبى ـ صلى الله عليه وسلم ـ  (أدرك يعنى رأها) هى من جريد النخل على أبوابها المسوح أى قماش من شعر أسود ، فحضرت كتاب الوليد بن عبد الملك يقرأ يأمر بإدخال حجر النبى فى المسجد رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فما رأيت يوما أكثر باكيا من ذلك اليوم كان الناس يبكون ، قال عطاء: سمعت سعيد بن المسيب يومئذ والله لوددت أن لو تركوها على حالها ينشأ ناشئ من أهل المدينة ويقدم القادم من الآفق فيرى ما أكتفى به رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فى حياته فيكون ذلك مما يزهد الناس في التكاثر والتفاخر فيها أى الدنيا .                                                                               فقال معاذ: فلما فرغ عطاء الخرسانى من حديثة ، قال عمران بن أبى أنس: كان منها أربعة أبيات بلبن لها حجر من جريد وكانت خمسة أبيات أخرى من جريد مطينة لا حجر لها على أبوابها مسوح من الشعر ذرعت الستر فوجدته ثلاثة أذرع والعظم أو أدنى من العظم ، فأما ما ذكرت من كثرة البكاء فقد رأيتنى فى مجلس فيه نفر من أبناء صحابة رسول الله منهم أبو سلمة بن عبد الرحمن وأبو أمامة بن سهل بن حنيف وخارجة بن زيد يبكون حتى أخضل لحاهم من الدمع ، فقال يومئذ أبو أمامه: ليتهم تركوها على حالها ولم تهدم حتى يكثر الناس من البناء ويروا ما رضى الله لنبيه ـ صلى الله عليه وسلم ـ ومفاتيح  خزائن الدنيا بيده ـ صلى الله عليه وسلم ـ .                                                                                                                          قصة يحكيها لنا عن حال الصحابة فى هذا الوقت .

* سألخص القصة مرة أخرى :                                                                                                                             كان لحارثة بن النعمان له بيوت كثيرة حول النبى ـ صلى الله عليه وسلم ـ وكلما أراد النبى ـ صلى الله عليه وسلم ـ أن يتزوج ويبنى بزوجته ترك له حارثة بن النعمان بيتا من بيوته حتى صارت منازل حارثة كلها للنبى ـ صلى الله عليه وسلم ـ وذكرنا أن هذة منقبة من مناقب حارثة بن النعمان وأن هذا أمر وخلق عظيم لابد للمسلم أن يتخلقه .. ثم بعد ذلك جاء رجل اسمه عمران بن أبى أنس كان يجلس ويحكى للناس : أدركت حجر النبى ـ صلى الله عليه وسلم ـ وهى من جريد النخل سقفها جريد على أبوابها مسوح من شعر أسود .. الباب عبارة عن ستار ثلاثة أذرع (يعنى متر ونصف من شعر أسود) أمر ضعيف جدا !!! .                                                                                                                        نعلم أن الوليد بن عبد الملك كان ابن عبد الملك بن مروان بن الحكم وهو مروان كان من الصحابه وتولى الخلافة تسعة أشهر ثم مات ثم تولى بعدة عبد الملك بن مروان ثم كان بينه وبين عبد الله بن الزبير فى مكة منازعات كثيرة انتهت بأن الحجاج بن يوسف الثقفى قتل عبد الله بن الزبير .. وكان الوليد من خلفاء بن أميه وكانت فى أيامة حضارة واسعة جدا ومعلوم عند الأخوات أن الوليد بن عبد الملك كان فى ولايته اتسعت الدولة الإسلامية اتساعا جديدا جدا والشريعة الإسلامية انتشرت انتشارا واسعا وصل ملك الوليد بن عبد الملك فى هذا الوقت إلى الصين والهند وجنوب روسيا وفى المغرب إلى أسبانيا والبرتغال والمغرب والجزائر وشمال أفريقيا وتقريبا آسيا كلها كان كل هذا تحت الوليد بن عبد الملك وبالطبع كان هذا ملكا عظيما وفيه انشأت قبة الصخر التى نراها الآن فى المسجد الأقصى وكانت فى وقتها  من العمارة المتميزة جدا وكان العالم يرحل إلى دمشق ليرى العمران فيها لكن ! الوليد بن عبد الملك كان ظالما !!! يكفيه سوء الحجاج بن يوسف الثقفى وكان فى عهد ابيه أيضا وتولى بعده سليمان بن عبد الملك ثم مكث قليلا و وصى عمر بن عبد العزيز أن يكون خليفة للمسلمين وهذا أحسن مافعله سليمان وهنئ العالم كله بخلافة راشدة على منهاج النبوة فى عهد عمر بن عبد العزيز

فالوليد بن عبد الملك كان من أعمله أن يوسع المسجد النبوى وكلما وسع فى المسجد أدخل حجرة من حجر النبى ـ صلى الله عليه وسلم ـ فى المسجد وسعيد بن المسيب أدرك كثيرا من الصحابه الذين كانوا يبكون على هدم هذة البيوت والهدف أن الناس التى تريد الدنيا إذا نظرت إلى بيت النبى ـ صلى الله عليه وسلم ـ وهذة الحالة تزهد فى الدنيا وعلم أن الدنيا لا تؤتى بمثل هذا وإنما تؤتى بما ينفعها فى الأخرة وكلها زرع فى الدنيا حصدها فى الأخرة فالناس إذا رأت هذة البيوت اتعظت وأظن أن لو كانت بيوت النبى ـ صلى الله عليه وسلم ـ موجودة إلى زماننا هذا لرق أناس كثيرون لهذا الحال لذلك كان الصحابة يبكون على ذلك .                                                                                                                         من ضمن البيوت بيت عائشة ـ رضى الله عنها ـ دخل أيضا فى مسجد رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وبيت عائشة كان فيه النبى ـ صلى الله عليه وسلم ـ مقبورا وابى بكر وعمر فلما ضمه وقف سعيد بن المسيب فى الناس وقال: لايجوز ضم قبر النبى ـ صلى الله عليه وسلم ـ فى المسجد ولم يصلِ فيه .. تعلمون فضل الصلاة فى مسجد رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وسيعد بن المسيب لم يصلى فيه حتى فعلوا ما أمرهم به .                                                                            مـــــــاذا فـــعــــــلوا ؟!!                                                                                                               حجزوا قبر النبى ـ صلى الله عليه وسلم ـ بثلاثة جدران كالمثلث يعنى قبر النبى ـ صلى الله عليه وسلم ـ مقفول أو مغلق عن المسجد لا يتطيع أحد أن يدخل القبر ، ثم بعد ذلك أحيط بسياج حتى لايتبرك به الناس حفاظا على العقيدة وإلى الآن مازال هذا السياج النحاسى على قبر النبى ـ صلى الله عليه وسلم ـ .. طيب هل هذة شبهة ؟!! .. يعنى واحد بيقول هل يجوز الصلاة فى المسجد الذى فيه قبور قياسا على مسجد النبى ـ صلى الله عليه وسلم ـ ؟؟؟                                                                     .. هذا جهل كبير .. لأن مسجد النبى ـ صلى الله عليه وسلم ـ مفصول عن القبر يثلاثة جدران وحوله سياج لا يستطيع أحد أن يدخل إلى قبر النبى ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، أما هذة القبور التى توجد داخل المساجد الأخرى لها باب يستطيع كل أحد أن يدخل ويتبرك بل ويسجد على القبر أحيانا ويطوف على القبر كأنه كعبة وأنتشر بعد ذلك قضايا هامة منها أن الحج إلى القبر أفضل من الحج إلى الله يعنى الذى يحج لإبراهيم الدسوقى أفضل من حجة فى الكعبة .. وكان يوجد فى بعض الأحيان مولد إبراهيم الدسوقى بيكون فيه ثلاثة ملايين يعنى أكثر من حج الكعبة .                                                                         فهذا حال النبى ـ صلى الله عليه وسلم ـ وحال الصحابة فجاء عمران بن أنس كان يقول كان للنبى ـ صلى الله عليه وسلم ـ  "تسعة أبيات منها أربعة أبيات بلبن ولها حجر من جريد وكانت خمسة أبيات من جريد مطينة ليس لها حجر أى البيت عبارة عن حجرة واحدة على أبوابها مسوح الشعر ذرعت الستر فوجدته ثلاثة أذرع والعظم أو أدنى من العظم (يعنى تقريبا متر ونصف يعنى إذا أراد أن يدخل إلى الحجرة أنحنى حتى يستطيع أن يدخل) والصحابة كانوا يبكون بكاءا شديدا على هدم بيوت النبى ـ صلى الله عليه وسلم ـ .

** نأتى لسعيد بن المسيب أحد كبار التابعين وهو يزوج ابنته على درهمين فكان مثالا عظيما لإتباع النبى ـ صلى الله عليه وسلم ـ وقصتة معروفة .. رواها الإمام الذهبى فى السير قال أبو بكر بن داوود: كانت بنت سعيد قد خطبها عبد الملك لأبنة الوليد .. يااااااااااااااه !! بنت سعيد بن المسيب يخطبها عبد الملك لأبنه الوليد خليفة المسلمين ولى العهد الذى سيصبح خليفة للمسلمين (هذا بالطبع لا مجلس شعب ولا مجلس شورى ولا إنتخابات ولا حاجة .. هذا الخــــليـــفة !!                                 يعنى يأمر بالقول يتبعه المشرق والمغرب فأراد أن يخطب بنت سعيد بن المسيب وسعيد لم يكن غنيا ! ولم يكن له وجاهه سياسية ! .. بل كان عــــالـــم من العلماء .                                                                                                              هذا دليل قوى جدا على أن عزة الإسلام لن تأتى إلا عندما يأخذ العلماء مكانهم ، فلم يتحايل سعيد على الخليفة لكى يزوج ابنه لبنته .. لالالا بل عبد الملك الذى ذهب يخطب بنت سعيد لأبنه ، وهذا دليل على أن الملوك كانوا يأتوا العلماء ويوقرون العلماء ويطمعون فى نسب العلماء ويقينا لن تعود عزة هذة الأمة إلا عندما يعود هذا الخلق وهو "إن الملوك يرجون أن يرضى عنهم العلماء" ...                                                                                                                                                   فـــرفــضـــــة فلم يزل عبد الملك يلح عليه حتى ضربه مائة سوط فى عز البرد وصب عليه جرة ماء وألبسه جبة صوف                                                                                               كان يعذبه لكى يزوج بنته لإبنه !! .                                                                                                                     قال كثير بن وداعه: كنت أجالس سعيد بن المسيب ففقدنى أياما فلما جئته ، قال: أين كنت! قلت: توفيت أهلى (يعنى زوجته)فانشغلت بها ، فقال له: ألا أخبرتنا فشهدناها ثم قال هل استحدثت إمرأة (أى تزوجت إمرأة أخرى) ، فقلت: يرحمك الله فمن يزوجنى ولا أملك إلا درهمين أو ثلاث ، قال: أنا ، فقلت: تفعل ، قال: نعم ثم تحمد فقال الحمد لله وصلى على النبى ـ صلى الله عليه وسلم ـ وزوجنى على درهمين أو ثلاثة فقمت وما أدرى ماذا أصنع من الفرح ؟ فصرت إلى منزلى وجعلت أتفكر ممن أستدين فصليت المغرب ورجعت إلى منزلى وكنت وحدى صائما فقدمت عشائى لكى أفطر وكان خبزا وزيتا فإذا بابى يقرع فقلت من هذا ؟! فقال: سعيد ، فأفتكرت فى كل من اسمه سعيد إلا ابن المسيب فإنه لم يرى أربعين سنة إلا بين بيته والمسجد فخرجت فإذا سعيد بن المسيب فظننت أنه قد بدى له أن يرجع فى كلامه فقلت له: يا أبا محمد ألا أرسلت إليك فأتيك ، قال: لا أنت أحق أن تؤتى إنك كنت رجلا عزبا فتزوجت فكرهت أن تبيت هذة الليلة وحدك وهذة إمرأتك وإذا هى قائمة من خلفه فى طوبه ثم أخذ بيدها فدفعها فى الباب ورد الباب فسقطت من الحياء فاستوثقتُ من الباب ثم وضعت القصعة فى ظل السراج لكى لاتراه ثم صعدت إلى السطح فؤميت الجيران (أى صرخت حتى جاؤنى) .. فجاؤنى ، فقالوا: ما شأنك فأخبرتهم فنزلوا إليها فبلغ أمى فجاءت وقالت: وجهى من وجهك حرام إن مسستها قبل أن أصلحها أى صلاصة أيام فأقمت ثلاثة ثم دخلت بها فإذا هى أجمل النساء وأحفظ الناس لكتاب الله وأعلمهم بسنة رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وأعرفهم بحق الزوج فمكثت شهرا لا أتى مجلس سعيد بن المسيب ثم أتيته     وهو فى حلقته فسلمت فرد على السلام ولم يكلمنى حتى تقود المجلس (أى انتهى)فلم يبقى غيرة فقال: ماحال ذلك الإنسان (أى زوجته) قلت: خيرا يا أبا محمد على ما يحب الصديق ويكره العدو ، قال: إن رابك شئ فالعصى فانحرفت إلى منزلى فوجه إلى بعشرين ألف درهم (يعنى أعطاه زوجة ومال) .                                                                          قصة نتعلم منها الكثير من الخلق العظيم .. رجل وضعت بين يديه أموال الدنيا وابن الخليفة عبد الملك بن مروان ومع ذلك إختار طالب العلم ليعطيها له لأن العلماء سادة ولأنه يعلم أن العالم سيد .

** كان هناك قصة للمأمون والأمين ابنى هارون الرشيد وكان الأصمعى يعلمهما فذات يوم أراد الأصمعى أن يقوم من مقامه  فتبادر الأمين والمأمون إلى حذائه فتشاجرا على حذائه ، فقال لهما: أنت تأخذ هذا وأنت تأخذ هذا ، وقام وذهب فعلم الهارون هذة القصة فبعث للأصمعى وقال له: من أعز الناس؟ ، فقال له الأصمعى: أمير المؤمنين ، فقال: لا أعز الناس من يتبادر ولدى أمير المؤمنين ليلبسا العالم حذائه ، فقال: رحم الله أمير المؤمنين والله ما أردت ذلك وإعتذر إعتذرا شديدا ..                                                                                                    فهذا يدل على أن العلماء لهم منزلة كبيرة فى هذا الوقت وهذا كان السبب فى عزة الإسلام فى هذا الوقت .

** هناك قصة أخرى : هذة القصة تدل على أن الزواج فى زمن النبى ـ صلى الله عليه وسلم ـ لم يكن بمصاريف كثيرة فالإسلام يضرب لنا أمثلة عظيمة فى تيسير الزواج على المسلمين فالرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ زوج رجل على القرآن واعتبرة صداق .. أورد البخارى فى صحيحه قى باب "التزويج على القرآن بغير صداق" عن سهل بن سعد أنه قال: إنى لفى القوم عند رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ إذ قامت إمرأة فقالت: يارسول الله قد وهبت نفسها إليك فلم يجبها بشئ ثم قامت فقالت: يارسول الله إنها قد وهبت نفسها إليك أيضا لم يجبها فى الثلاثة فقام رجل فقال: أنكحنيها ، قال ـ صلى الله عليه وسلم ـ: هل عند من شئ ؟ ، قال: لا ، فقال: فاذهب فاطلب ولو خاتما من حديد فذهب وطلب ثم جاء وقال: ماوجدت شيئا ولو خاتما من حديد ، فقال: هل معك شئ من القرآن ، قال: نعم معى سورة كذا وكذا ، قال: فاذهب فقد أنكحتكها بما معك من القرآن .. وفى رواية "فقد ملكتكها بما معك من القرآن" .                                                                                              هذا هو إسلامنا وتلك هى رحمة النبى ـ صلى الله عليه وسلم ـ  .. وهناك أيضا قصص كثيرة جدا عن البساطة فى مهور الصحابة والصحابيات فسنأخرها وسنمر عليها إن شاء الله فى المرات القادمة بإذن الله ...

                                                                                                        
nbsp;

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق