>

الاثنين، 1 أكتوبر 2012

آداب الطعام






بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله تعالي نحمده ونستعين به ونستغفره ونعوذ بالله تعالى من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا إنه من يهديه الله تعالي فلا مضل له ومن يضلل فلا هادى له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمد عبده ورسوله ثم أما بعد:

اليوم بإذن الله سنكمل آداب الطعام والوليمة: من آداب الطعام

** يُستحب غسل اليدين قبل الأكل وبعده:
هذه المسألة لا يوجد بها دليل واضح ولكن العلماء يقولون ذلك من باب النظافة ومن باب أن اليد هي آله لنقل الطعام إلى الفم ولو كان فيها قذر لأُصيب البدن بهذا القذر

**يُسن التسمية جهراً حال الطعام والشراب:
لحديث عائشة( إذا أكل أحدكم فليذكر اسم الله فإن نسي أن يذكر اسم الله في أوله فليقل باسم الله أوله وأخره )  والشراب مثله

**أيضا يُسن أن يجلس على رجله اليسرى وينصب اليمنى :
هذا من آداب الطعام أن يجلس على رجله اليسرى وينصب اليمنى لأنه صل الله عليه وسلم جثي عند الأكل وقال (إني لا آكلُ متَّكِئًا ) رواه البخاري بل مستو كذا بحسب الحاجة فالإنسان وهو يجلس ليس جلوس متكئ إنما يجلس على قدميه
وعن أنس أن النبي صل الله عليه وسلم مُقعيا (التمر) وفي لفظ كان يأكل منه أكلا زريعا . الإقعاء: أي يجلس على قدمه مثل الجلوس في الصلاة
أو يتربع : وجعل بعضهم التربع من الاتكاء فيجوز للإنسان أن يتربع أثناء الأكل

**ويأكل بيمينه بثلاثة أصابع مما يليه:
لقول النبي صل الله عليه وسلم( يا غلام سمى الله وكل بيمينك وكل مما يليك )
وكان رسول الله صل الله عليه وسلم يأكل بثلاث أصابع ولا يمسح يده حتى يلعقها
فإن كان بالملعقة فيجوز له أن يأكل بالملعقة وإن كان بالأصابع فيلعق أصابعه بعد أن يأكل كل هذا أمر مستحب وذكر عن النبي صل الله عليه وسلم في ذلك أدلة تبين ذلك

**يُستحب له أن يُصغر اللقمة ويُطيل المضغ:
أي يأكل لقيمات صغيرة ويُطيل المضغ قال الشيخ تقي الدين: على أن هذه المسألة لم أجدها مأثورة ولا عن أبي عبد الله (الإمام أحمد) لكن فيها مناسبة أي فيها شيء معقول  وقال أيضا نظير هذا ما ذكره الإمام أحمد من استحباب تصغير الأرغفة نقل عنه في الآداب طبعا تصغير اللقمة أسهل في الهضم

**ويسمح الصحفة:
أي الطبق أمر الرسول صل الله عليه وسلم يلعق الأصابع والصحفة وقال( إنكم لا تدرون في أيتها البركة )

                                         **ويأكل ما تناثر:
(إذا وقعت لقمة أحدكم فليأخذها وليمط ما كان بها من أذي ثم ليأكلها ولا يدعها للشيطان )

أي إذا وقعت اللقمة من أحد الأخوات تأخذها وتنظفها وتأكلها ولا تتركها للشيطان

    ومسح الصحفة معناها: أنه إذا انتهت الصحفة يمسحها سواء يلعقها بلسانه أو يمسحها باللقمة أو غير ذلك حتى لا يبقي فيها شيء

**ويغض طرفه عن جليسه لئلا يستحى:
فأيضا من آداب الأكل ألا ينظر إلى جليسه هذا مما يُستحى منه في أثناء الأكل أن ينظر إلى الأكل وهو يأكل ولا يشغل باله بمن حوله كيف يأكل أو ماذا يأكل أو غير ذلك

**ويُستحب له أن يُؤثر المحتاج :
أن يعطى المحتاج واحد جزعان أكثر من غيره فيُؤثره ويعطيه أكثر مما هو يأكل

**ويُستحب له أن يأكل مع الزوجة والمملوك والولد ولو طفل:
فمن هذه الآداب أن تأكل الأسرة مع بعضها فيأكل الأب مع زوجته مع أولاده ولو كان هناك مملوكاً (عبد) يأكل معهم
لقول عائشة: كنت أتعرق العرق (أي أكل اللحم) فأناوله النبي صل الله عليه وسام فيضع فاه على موضع في
وقال أكل معه صل الله عليه وسلم عمر بن أبي سلمه وهو صغير

**ويستحب له أن يلعق أصابعه ويخلل أسنانه:
لقول ابن عمر أثر عن ابن عمر صحيح ترك الفلال يوهن الأسنان ويُلقى ما أخرجه الخلال ويكره أن يبتلعه وإذا طلعه بلسانه فلا يكره

**ويكره نفخ الطعام:
وهذا ذكره في الآداب وأطلقه الأصحاب وعن ابن عباس مرفوعا : نهي أن يتنفس في الإناء أو ينفخ فيه فأحيانا يكون الإناء سخن فينهى المرء أن ينفخ في الإناء أو يتنفس فيه النفخ فيه: أن ينفخ بنفسه ويخرج هواء ؛ يتنفس: أي يخرج هواء النفس في الإناء طبعا هذا له أضرار طبية كثيرة هذه مناسبتها أن الإنسان أحيانا يصاب بأمراض يكون حامل هذا المرض ولا تظهر عليه الأعراض فإذا فعل ذلك أصيب من يأكل هذا الطعام بهذا المرض وأيضا فيه عدم صبر فتصبر حتى يبرد الطعام ويأكله

**ويكره نفخ الطعام وكونه حارا:
أي يكره أن يأكل الإنسان الطعام وهو شديد الحرارة لأنه لا بركة فيه
وقال أبو هريرة : لا يؤكل طعام حتى يذهب بخاره أي حرارته

**ويكره أن يأكل الإنسان بأقل من ثلاثة أصابع وأن يأكل بأكثر من ثلاثة أصابع:
فلا يأكل بأقل من ثلاثة أصابع لأنه كبر أي يأكل بإصبعين كبر ولا يأكل بأكثر من ثلاثة أصابع  لأنه شره لأنه لم يصح عن النبي صل الله عليه وسلم أنه أكل بأكثر من ثلاثة أصابع

**ويكره أن يأكل بشماله:
لأنه تشبه بالشيطان وذكر الإمام النووي في الشرب إجماعا وذكر ابن حزم وابن عبد البر أن الأكل والشرب بالشمال حرام بظاهر الأخبار وهذا الراجح أنه يحرم عليه أن يأكل بيده الشمال إلا الأعسر
واحد أشول يحاول أن يأكل بيمينه فإن لم يستطع يأكل بشماله

**يكره أن يأكل من أعلى الصحفة أو وسطها:
لقوله وكل مما يليك أي يأكل من أمامه هذا لو كان بعض الناس يشتركون لأن الصحفة يشترك فيها خمسة أما إذا كان أحد له طبق لوحده فهذا هو الذي يليه يأكل مما شاء من أوله أو أخرها إذا أكل أحدكم طعاما فلا يأكل من أعلى الصحفة ولكن يأكل من أسفلها (.الأعلى التي تلي الغير ؛ والأسفل : الذي يليه ) فإن البركة تنزل من أعلاها
وقوله( كلوا من جوانبها ودعوا ذروتها يبارك فيها ) فمثلا لو كان أرز مثل التل أو الجبل يأكل من تحت ولا يأكل من وسط

**ويكره له نفض اليد في القصعة :
فبعد أن ينتهي ينفض يده في القصعة

**ويكره تقديم الرأس إلى القصعة عند وضع اللقمة في فمه:
لأنه ربما سقط شيء فيها فيقذرها فربما وهو يأكل يسقط من فمه شيء على الطبق فيقذره

**ويكره أيضا كلامه بما يستقذر إذا أكل مع غيره أو بما يضحكهم أو يحزنهم:
فالزوجة أول ما يجلسوا على الطعام تقول خبر لزوجها تحزنه فيحزن ولا يعرف يأكل فيكره ذلك بل يجب أن تؤخر هذه الأخبار إلى بعد الأكل أو يضحكه فيظل يضحك حتى يشرق فيقوم ولا يكمل الأكل من كثرة الضحك وأيضا فيها تربية فالأولاد لا يتكلمون على الأكل أو الزوجة إلا بما فيه فائدة وممكن أن تستفيد الأخوات وهى تضع الأكل فيمكن أن تشغل قران تستمع إليه أو تشغل خطبة أو درس تسمعه أثناء الأكل وكذلك نصيحة للأخوات أثناء الطبخ تسمع شيء من القرآن أو خطب أو دروس هذا نافع ومفيد للأخوات وتسمع قدر كبير لأن غالبا مكث المرأة في المطبخ أكثر من أي مكان أخر في المنزل أو أثناء تنظيف البيت تستفيد من وقتها فتضع شريط أو المحمول تضع فيه شرائط وتسمعها أثناء الطبخ أو غير ذلك هذا مفيد وموفر للوقت .

**ويكره أيضا أن يأكل مضجع(أي نائم على جنبه) أو متكئ (نائم على ظهره) :
وقال أبن حضيره أكل الرجل متكئ يدل على استخفافه بنعمة الله
وعن ابن عمر نهى رسول الله صل الله عليه وسلم على مطعمين هذا حديث منكر

**وأيضا يكره أكله كثيرا بحيث يؤذيه
يكره الأكل الكثير بحيث يؤذيه فالأخوات تأكل كثيرا فتزيد في الوزن ثم تتعذب حتى تخس وبعدها تأكل كثيرا لتزيد وهكذا النفخ والتفضيه فتنفخ في نفسها من الأكل ثم تتعذب أنها تخس وهكذا ( ما ملأ آدمي وعاء شر من بطنه )
وعن ثمرة ابن جندب قال إنه قيل له إن ابنك مات البارحة بشما( أي كان مفجوعا من الأكل) قال أما لو مات ما صليت عليه قال هذا تعذير قال الشيخ تقي الدين أنه أعان على نفسه فلو أحد مات من كثر الأكل فقد أعان على قتل نفسه فإن لم يؤذيه جاز لأن أبا هريرة قال له النبي صل الله عليه وسلم (اشرب فشرب ثم أمره ثانية وثالثة حتى قال والذي بعثك بالحق ما أجد له مساغ  هذا في البخاري
كان فيه قصة أن النبي صل الله عليه وسلم جاء أبو هريرة فأتى أبو هريرة بلبن فشرب الصحابة كلهم حتى ما بقى إلا أبو هريرة فقال النبي صل الله عليه وسلم له اشرب فشرب قال له اشرب فشرب ففي الثالثة قال له والله يا رسول الله لا أجد لها مساغاً ) أي بطني امتلأت لا استطيع الشرب

**وأيضا يكره الأكل القليل الذي يضره :
فالوسط مطلوب  في كل شيء  فلا تأكل كثيرا ليضرك ولا تأكل قليلا ليضرك
قيل للإمام أحمد هؤلاء الذين يقللون الطعام ويأكلون قليلا قال ما يعجبني سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول فعل قوم هكذا فقطعهم عن الفرض ولم يستطيعوا أن يوأدوا الفرض

**ويأكل ويشرب مع أبناء الدنيا بالأدب والمروءة
ومع الفقراء بالإيثار
 ومع العلماء بالتعليم
 ومع الإخوان بالانبساط وبالحديث الطيب والحكايات التي تليق بالحال :
هنا يعلمنا مسألة جميلة جدا وهو أن الإنسان يتعامل مع الناس بقدر أحوالهم فلا يكون تعامله مع الناس واحد فيقول يتعامل أي يأكل ويشرب مع أبناء الدنيا بالأدب والمروءة لو الأخت تعاملت مع أبناء الدنيا لابد أن تتعامل بالأدب والمروءة أي بحشمة لأن أبناء الدنيا ممكن يتطاولون عليها أي لو أخت مثلا ترتدي النقاب وذهبت لتمزح مع واحدة من أبناء الدنيا أي قليلو الدين لم يتعلموا ولم يهتدوا ولم يستضيئوا بنور العلم وهم يلهثون في الدنيا وبدأت تتجاذب الحديث بانبساط  مع هذه المرأة ربما تتطاول هذه المرأة عليها دون أن تدرى وتسبها وتشتمها دون أن تدرى ودون أن تقصد الإساءة وتظن هذه المرأة التي من أبناء الدنيا أنها تحسن إليها بهذه الإساءة وهذا الانبساط ؛ وإذا تعاملت مع الفقراء تتعامل بالإيثار بالعطاء وبالكرم ؛ وإذا تعاملت مع العلماء تتعامل بالتعليم فتتعلم منهم ؛ وإذا تعاملت مع أخواتها تتعامل بالانبساط وبالحديث الطيب والحكايات التي تليق بالحال فلو الأخت تجلس مع أخواتها وزميلتها في المسجد تتعامل معهن بالانبساط وبالحديث لا تتعامل معهن بكبر فتجد وهى جالسة تظن نفسها خير ممن يجلسون وأنها عالمة وهم جهلاء وتتعامل معهن على أنها هي التي تعلمهن وهم أقرانها فهذا يضر العلاقة بين هذه الأخت والأخوات لأنهن أخواتها وليست هي في مقام التعليم إنما هي في مقام الأخوة فلابد للأخت أن تضع نفسها في موضعها إن كانت أخت لها بعض البنات تربيهم فتربيهم بالتعليم أن تعلمهم الصح والخطأ  .
في حكاية قال معناها الإمام أحمد قال جعفر بن محمد : قال لي أحمد كل(جعفر بن محمد من تلامذة الإمام أحمد) فلما رأي ما نزل بى قال إن الحسن كان يقول والله لتأكلن (أي يعزم عليه جامد وهو من تلامذته ) وكان ابن سيرين يقول إنما وُضع الطعام ليؤكل وكان إبراهيم بن آدهم يبيع ثيابه وينفقه على أصحابه رضي الله عنهم لم يقول أنا الشيخ وهم الطلبة ولابد أن يتعلموا منى والحشمة ولو أنا ضحكت في وجههم سيستهزئوا بى ويضيع العلم ويدخل إليه الشيطان من هذا المدخل أن العلم سيضيع إن فعل ذلك فهو الذي يضيع العلم الطرف الآخر بنقيض ذلك أنه لا ينبسط إليهم  ولا يتكلم معهم فيضيع العلم حقيقة أنما هو لو انبسط إليهم لا يضيع العلم إنما يأخذون منه العلم ويتعلمون منه التواضع

*وما جرت به العادة من إطعام السائل والهر ونحو الهر:
وفي جوازه وجهان قال في الآداب والفروع والأولي جوازه جواز إطعام السائل وإطعام الهر(القطة) وحديث أنس ( وجعلت أجمع الدباء بين يديه صل الله عليه وسلم
قال ابن المبارك لا بأس أن يناول بعضهم بعضا ولا يناول من هذه المائدة إلى مائدة أخرى فلا بأس للجالسين على مائدة واحدة أن يناول بعضهم بعضا ويعطى هذا هذا ويعطى هذا  هذا ففيه روح أخوة جميلة ولكن لا ينقل من مائدة إلى مائدة أخرى
== نستفيد من هذه الآداب في آداب الاعتكاف أثناء الأكل وغير ذلك

** ويُسن أن يحمد الله إذا فرغ من أكله:
إن الله ليرضي عن العبد أن يأكل الأكلة فيحمده عليها ويشرب الشربة فيحمده عليها
ويقول الحمد لله الذي أطعمني ها الطعام  ورزقنيه من غير حول منى ولا قوة  
( من أكل طعام وقال: الحمد لله الذي أطعمني هذا ورزقنيه من غير حول مني ولا قوة غُفر له ما تقدم من ذنبه) ويدعو لصاحب الطعام
صنع أبو الهيثم ابن التيهان للنبي صل الله عليه وسلم طعام فدعاه وقال لما فرغوا أثيبوا أخاكم قالوا يا رسول الله وما إثابته؟ قال: إن الرجل إذا دخل بيتا فأكل طعام وشرب شراب فدعوا له فذلك إثابته ؛ وقال من صنع إليكم معروفا فكافئوه فيدعوا له بالبركة ويقول: اللهم أطعم من أطعمنا واسقي من  سقانا
ويُفضل منه شيئا لاسيما إذا كان ممن يتبرك بفضلته فعندما يأكل لا يأكل الطعام كله وينتهي من الطبق له ولا يبقي شيئا بل يُستحب له أن يترك شيئا لغيره ويقول هنا لتنال بركته وكان رسول الله صل الله عليه وسلم إذا أتى بطعام أكله وبعث بفضله إليه لأبى أيوب فيسأل أبو أيوب عن موضع أصابعه فيتبع موضع أصابع النبي صل الله عليه وسلم

هذا من آداب الطعام ويضعه العلماء في هذا الباب لأنه من باب الوليمة والوليمة من العرس فذكروا فيه آداب الطعام إلا أن آداب الطعام أصلا مكانها في كتب الآداب ولو الأخوات يريدوا تعلم الآداب من الكتب عندهم كتاب غذاء الألباب شرح منظومة الآداب للسفارينى كتاب رائع وكتاب الآداب للقاسمى وهناك كتب آداب كثيرة الأخوات ممكن يتعلمون منها هناك موسوعة الآداب الموسوعة المعاصرة كلها مليئة بالآداب الإسلامية 
ثم نعود مرة أخرى للنكاح:
إعلان النكاح:
ويسن إعلان النكاح والضرب عليه بدف لا حلق فيه ولا سوماج
مسألة من المسائل المعاصرة وهي : إعلان النكاح :
وإعلان النكاح وهو الإشهار واجب يجب الإشهار وهذا ذكرناه قبل ذلك

استعمال الدف وأحكام الدف:
اتفق العلماء على إباحة الدف في ثلاثة مواطن واختلف في غيرهم:
اتفق العلماء على إباحته في العرس من غير جلاجل ولا حلق ولا صنور وللنساء دون الرجال هذا بالاتفاق :
ثلاثة أشياء:
-         أن يكون في عرس : يكون مباح بشرط ألا يكون بجلاجل وهو الدف الذي على إطاره صنود وجلاجل بحيث يعمل صوت معازف وصوت جرس من غير جلاجل ويكون للنساء دون الرجال هذا بالاتفاق
ثم اختلفوا في كل مسألة هل في غير العرس يجوز أم لا؟ هل لو كان به جلاجل يجوز أم لا؟ هل لو للرجال يجوز أم لا؟

أولا : بجلاجل:
إذا كان بجلاجل فهو محرم لأنه لن يأخذ صورة الدف التي كانت عند النبي صل الله عليه وسلم بل أخذ صورة أخرى إذا هذا محرم
ثانيا : للرجال أم للنساء:
اتفاق على أنه للنساء واختلفوا في الرجال
الحنفية والحنبلة: حرموا ضربه للرجال الضرب إنما السماع بخلاف الضرب فالسماع مباح للرجال أن يسمعه وليس الاستماع وهناك فرق بين السماع والاستماع إذا يباح ضرب الدف للنساء ولا يباح ضربه للرجال فلا يصح لرجل أن يأخذ دف ويضرب عليه ويباح سماعه للرجال والنساء ويباح استماعه للنساء دون الرجال والاستماع أن يجلس من أجل الدف يستمعه إنما يجوز السماع فكان في عهد النبي صل الله عليه وسلم بعض النساء يضربوا الدف والنبي صل الله عليه وسلم يسمعه دون قصد الجلوس وقصد الاستماع
السماع: أي أجلس وناس يضربوا دف وأنا سمعته نعم تعمدت أسمعه لأني لم أسد أذني فلا يجب على أن أسد أذني
إنما الاستماع معناها: الجلوس من أجل الدف فمثلا يضرب الدف ولا أسمعه جيد فجلست قرب الصوت لأستمع إنما السماع ورد عن النبي صل الله عليه وسلم أنه سمع دف ولكن دون قصد الاستماع

في غير العرس:
ما ورد به الأدلة أنه يجوز في العرس وقدوم غائب والختان والعيد
أربع مواطن ورد فيها للنساء دون الرجال فالنساء لو ضربوا الدف في العيد يجوز ؛قدوم غائب يجوز ؛ الختان يجوز على خلاف بين أهل العلم وهذا قول الإمام أبو حنيفة خلاف للجمهور
الجمهور يقولوا لا يجوز في هذه المواطن إلا الإمام الغزالي قال يجوز ضرب الدف مطلقا في كل الأوقات دون فرح أو سرور

***خلاصة هذه المسألة:
الدف يباح بالإجماع في بثلاثة شروط
أن يكون في عرس ؛ أن يكون للنساء دون الرجال ؛ أن يكون من غير جلاجل هذا بالاتفاق
واختلفوا في غير العرس والراجح أنه يجوز في مواطن السرور كالعيد والختان وقدوم غائب ولا يجوز بجلاجل ولا يجوز ضربه للرجال ويجوز سماعه للرجال دون استماعه
والدف في الحقيقة من المعازف المستثناه فلا يقاس عليه بقية المعازف وإلا نقل ابن حجر الهيثمي في كتاب كف الرعاع نقل فيه الإجماع على أن الموسيقي والمعازف محرمة بالإجماع وما ورد عن الصحابة فيه فكله ضعيف لا يرتقي لدرجة الصحة أو الاستدلال به ولم يروى بسند صحيح فكل ما ورد عن المعازف وسماعها عن الزبير ومعاوية وحسان ابن ثابت وسعيد ابن المثيب وعطاء وعبد اله بن جعفر كل هؤلاء ورد عنهم المعازف ولكن قال ابن حزم أن ها لم يروى بسند صحيح وقال ابن حجر الهيثمي أنه لم يرد عن هؤلاء سند صحيح في ذلك
وقال النبي صل الله عليه وسلم(فصل ما بين الحلال والحرام الدف)
ويسن إعلان النكاح بالدف للنساء ويكره للرجال مطلقا يذكر هنا أنه يكره لكن الراجح أنه يحرم وهذا كلام الحنفية وبعض الحنابلة
**ولا بأس بالشعر والغزل أثناء العرس فلا بأس للأخوات أثناء العرس أن يستعملوا الدف ويقولوا شيء من الغزل لحديث الأنصار:
 أتيناكم أتيناكم فحيونا  نحيكم
    ولولا الذهب الأحمر لما حلت بواديكم  
ولولا الحبة السوداء ما سرت عذاريكم
هذا حديث حسن  وخلاصة المسألة: جواز الدف للنساء

نقف عند هذا الباب ونستكمل عن شاء الله بقية أبواب الزواج في المرة القادمة إن شاء الله   
  
  
    




 



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق