>

الخميس، 18 أكتوبر 2012

حقوق الزوج على زوجته



حقوق  الزوج على زوجته

******************************************************************************

نبدأ أولا بحق الزوج على زوجته

 

{ و لهن مثل الذي عليهن }

 

إذن ما الذي على المرأة ؟ الحياة الزوجية عبارة عن شركة قائمة على المودة و الرحمة، المودة و الرحمة هي رأس مال هذه الشركة. لو خرجت المودة و الرحمة بين الزوجين لخرجت هذه الشركة و انتقضت و خربت. فلا بد من وجود مودة و رحمة بين الزوجين. إذا كان الأمر كذلك فكل من الزوجين سيسعى و يجتهد لإرضاء الطرف الآخر و إدخال السعادة و السرور عليه حتى لو كان ذلك على حساب سعادته و نفسه.

 

و لن يسأل الزوج أو الزوجة ما هي حقوقي و ما هي واجباتي بل سيسعى كل واحد منهما ليسعد الآخر. و لن يكون ذلك إلا بالإخلاص و حسن الخلق و المودة و الرحمة.

المقصود من هذا الباب ليس معرفة الحقوق لتطبيقها..بل معرفة الحقوق لعدم الوقوع فيها.

هناك فرق كبير بين أن أعرف حق الزوج و أوفيه إياه و لا يكون له حق عندي سواه و بين أن أعرف الحقوق التي علي حتى لا أقع فيها و أعطيه أكثر . المقصود هو المودة و الرحمة و السعادة.

فالزوجة في نفسها تريد أن تسعد زوجها بغض النظر عن الحقوق التي لها. و كذلك الزوج في نفسه يريد أن يسعد زوجته.

و قانون هذا الأمر يقول الشيخ محمود المصري:

كثير من الزوجات لا يعلمن شيئا عن قوانين السعادة الزوجية و لا عن هذه القواعد و لذلك يتحطمن على صخرة الفشل الزوجي فينتهي الزواج بالطلاق أو الانفصال أو يستمر و لكن نتيجة للضغوط الاجتماعية أو وجود أبناء فتبقى الحياة الزوجية بصورة شكلية مفتقدة لأهم مقوماتها و هو الحب الذي يمثل العنصر الأول في السعادة الزوجية.

المقصود بالحب ليس هو ى العاطفي المشهور. و لكن الحب معناه المودة و الرحمة التي أسكنها الله في قلوب المتزوجين بعضهم إلى بعض فيسعى كل واحد لإسعاد الآخر هذه هي حقيقة الحب و ليس هو الحب بمعنى التملك و الأنانية المشهورة. و لكن معناه هو إسعاد الآخرين. هذا هو معنى الحب.

 

و الأخت المسلمة التي تجعل مهرها الدعوة و حليها الأخلاق و فستانها التقوى و عطرها الوضوء و رصيدها الحسنات فهذه هي الزوجة الصالحة و الأخت التي ترصد أسعار أسواق الجنة فتكون لزوجها أما في الحنان و بنتا في الطاعة و أختا في الدعوة و حبيبة في الفراش و زوجة في الدنيا و نعيم الجنان تقرب إليه ما يحب و تبعد عنه ما يكره تلقاه مبتسمة و تودعه بالدعاء.

 

 

 

حقوق الزوج على زوجته

 

أول حق:

وجوب طاعة المرأة زوجها في المعروف.

 

هذا من أعظم الحقوق عليها. و يجب على المرأة أن توفي بهذا الحق. فيجب على المرأة أن تطيع زوجها في أي شيء طالما أنه لا يأمرها بمعصية و لا يكلفها فوق طاقتها. و هذه الطاعة أمر طبيعي تقتضيه الحياة المشتركة بين الزوج و الزوجة..

طبعا الإعلام الهدام و الأشياء الموجهة تقول و تنشر ثقافة "سي السيد". يعني هذا الهالك "نجيب محفوظ" بالثلاثية التي فعلها أهلك بيوتا كثيرة، و المرأة تقول: أنا أصبحت "سي السيد" ، سي السيد يعني الآمر المطاع الذي يجب على المرأة أن تطيع أوامره بلا تعقل. طبعا هذا الأمر طاعة لله، طاعة الزوج من طاعة الله، و لكن هؤلاء القوم جعلوها خطأ، و أن هذه هي الحياة الشرقية، و لكن بصراحة: البيت لن يقوم إلا برجل واحد، لا يقوم برجلين. ، البيت لا بد له من رجل واحد إما الأب أو الزوج أو الزوجة، لا بد فيه من سائق. فإن تكاسل الزوج عن مهمة القيادة تولتها المرأة و قادت و أصبحت هي ولية البيت، و نبشر هذا البيت بقول النبي صلى الله عليه و سلم: ( لن يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة). فلن يفلح هذا البيت أبدا الذي تكون فيه الزوجة هي الآمرة الناهية أو هي الأم التي تدير البيت بحجة أن الأب مشغول و أن الأب لا يتدخل في شؤون البيت و أن الأب مريض، كل هذا هراء. الحقيقة أن الزوجة و الأم تعلقت حتى أصبحت هي القائدة، و كان صراعا طويلا بينها و بين زوجها حتى انتهى بفشل الزوج و خسارته في هذا الصراع و أصبح اليوم مسكينا مغلوبا على أمره و الأم هي المتحكمة في كل شؤون البيت، و في النهاية تطلق البنات و يفشل الأولاد و تصبح الأم قائدة ركام من الفشل و جالسة على كومة من الحطام، و السبب في ذلك أن الأمر لم يُسلم إلى قياده و أن القائد الحقيقي للبيت لم يستلم مهمته و الزوجة أزاحته عن مكانه و تولت هي القيادة.. فالزوجة لا بد أن تعلم أن القيادة في يد زوجها و إن تولت هي القيادة فالفشلَ الفشل. لقول النبي صلى الله عليه و سلم: (لن يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة) فطاعة الزوج في المعروف هو السبب في نجاح الحياة الزوجية : أن تعلم المرأة أن زوجها مطاع، لا تعانده. هناك بيوت و الله تطلق بسبب العناد: الأب أو الزوج يقول لها لا تخرجي  فتقول له سأخرج رغما عنك و أرني إن كنت رجلا أي ماذا ستفعل بي ..ثم الزوج يقول لها أنت طالق لو خرجت فتقول له سأخرج و هلمّ طلقني.

 

هل هذا هو ما أمرك الله به؟ العناد؟ الله المستعان. فالطاعة تعمق رابطة التآلف و المودة بين أعضاء الأسرة. إذا هم الابن بالخروج نقول له استأذن من أبيك، لا أن تخرج و هو نائم حتى لا يراك. لا شك أن طاعة المرأة لزوجها تحفظ كيان الأسرة من التصدع و الانهيار. هذه قواعد يجب أن تحفظها الأخوات: طاعة الزوج تحفظ كيان الأسرة من التصدع و الانهيار و  تبعث على محبة الزوج القلبية لزوجته.

 

هل هناك فرق بين زوجة مطيعة و زوجة عنيدة عند الزوج؟

 

طبعا، العناد يولد العناد و الطاعة و المسكنة و المودة تولد الطاعة و المسكنة و المودة: كوني له أمة يكن لك عبدا.. و تعمق رابطة التآلف و المودة بين أعضاء الأسرة و تقضي على آفة الجدل و العناد التي تؤدي في الغالب إلى المنازعة، جدل و عناد يؤدي إلى شجار بسبب أن المرأة لا يعجبها قرارات زوجها. طاعة الرجل تحقيق القوامة التي أعطاها الله عز و جل فقال : {الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض و بما أنفقوا من أموالهم فالصالحات قانتات} يعني مطيعات لأزواجهن {فالصالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله}.

 

رعاية الأسرة بما وهبه الله من خصائص القوة و التعقل

 

عقل الرجل أفضل من عقل المرأة بلا شك. إن وجدت المرأة أن فيه نقصا فلتكمله هي، و لا تزحه و تجلس مكانه. هناك فرق بين التكميل و الإحلال. الزوجة تكمل زوجها، ما المانع من أنها إن رأت زوجها على خطإ تناصحه و تسدي إليه النصيحة بصدق فيتقبلها على أنها نصيحة لا تصيد للأخطاء. إنما الأعمال الطفولية بين الزوجين: الزوج يعتبر أن زوجته تتصيد الأخطاء لتذله، و هو كذلك يتربص بها ليتصيد لها الأخطاء من أجل أن يذلها فإن لم يجد لها خطأ تمحك و جادل من أجل أن يخَطئها، و تصبح الحياة الزوجية هذا يخطئ هذا و هذا يخطئ هذا.  انهيار مؤكد يلوح في الأفق.

 

فالزوج يتعقل و يربي زوجته على العقل و الأناة، و إذا وجد منها خلقا سيئا قومه هذه وظيفة الزوج في البيت. و المرأة كذلك؛ إن وجدت زوجها على خطإ تناصحه، فيستقيم كيان الأسرة. الله عز و جل وهب للرجل خصائص قوة و عقل و كلفه مسؤولية الإنفاق. فهذا مما فضل الله به الرجال على النساء. قال تعالى:

{ الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض و بما أنفقوا من أموالهم}

 

فهذه أول قاعدة: وجوب طاعة المرأة زوجها في المعروف.

 

الأمر الثاني:

 

طاعة المرأة لزوجها يدخل في حسن العشرة : و عاشروهن بالمعروف.

 

و الطاعة شيء يدخل في حسن العشرة. و قد تطيع المرأة و هي لا تحسن العشرة بل تحسن أن تطيع فيما تؤمر به و لا تبحث عما وراء ذلك، مع أن حسن العشرة مهم جدا في الحياة الزوجية. و حسن العشرة فن و تربية اجتماعية عالية تدوم به المحبة و الألفة و الرحمة. و كثيرا ما تحل مشكلات مستعصية  بحسن العشرة و حسن الخلق .. بالبسمة الحانية و النظرة الودود و المجاملة الرقيقة و الأسلوب المهذب و الخضوع اللين كل هذا تذوب معه المشكلات فالمرأة التي تحسن العشرة و تطيع الزوج تكسب ثقته على الدوام و تكسب شعوره بالسعادة فيعطيها أضعاف أضعاف ما تعطيه حتى يصل الأمر إلى أن الزوجة في الحقيقة هي التي تصير زوجها ملبيا كل رغباتها بل سعيدا كل السعادة و هو يلبي هذه الرغبات و يؤول الأمر إلى أن الزوج هو الذي يطيع زوجته.

 

و كلما أسبغت المرأة على زوجها من عواطفها و رقتها و حسن اهتمامها ملكت عليه قلبه و أشعرته بأن سعادته الحقة لا تكون إلا معها.

 

كلام نفيس الشيخ محمود المصري يذكره نقلا عن كتاب السلوك الاجتماعي في الإسلام للشيخ حسن أبوب، يقول إن حسن العشرة مع الطاعة تلبي كل رغبات البيت: الزوج و الزوجة. حسن العشرة مع الطاعة. حسن العشرة يعني حسن الخلق و حسن الخلق لا أقول إن على المرأة أن تصطنعه بل ليكن لها سجية فإن أقربهم إلى النبي صلى الله عليه و سلم أحسنهم خلقا و الأحاديث التي وردت في ذلك حديث رواه ابن ماجة و صححه الألباني: ( لو تعلم المرأة حق الزوج لم تقعد ما حضر غداؤه و عشاؤه حتى يفرغ منه) و عن عائشة قالت: ( يا معشر النساء لو تعلمن حق أزواجكن عليكن لجعلت المرأة منكن تمسح الغبار عن وجه زوجها بنحر وجهها) و روى حصين بن محصن قال: حدثتني عمتي قالت أتيت رسول الله صلى الله عليه و سلم في بعض الحاجة فقال (أي هذه أذات بعل؟) قلت نعم قال: كيف أنت له؟ قالت ما آلوه إلا ما عجزت عنه يعني لا أقصر في طاعته إلا ما عجزت عنه. قال: (فانظري أين أنت منه فإنما هو جنتك و نارك) حديث حسن حسنه الألباني .

 

و روى أبو هريرة رضي الله عنه: قيل يا رسول الله، أي النساء خير؟ قال: ( التي تسره إذا نظر و تطيعه إذا أمر و لا تخالفه في نفسها و لا مالها بما يكره. هذا حسن الخلق مع الزوج.

 

إلا أنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق

 

فلا يجوز للمرأة أن تفعل شيئا أمرها زوجها به و هو فيه معصية لربها فإن الزوجة هي و الزوج ملك لله. قال ابن حجر: "لو دعاها الزوج إلى معصية فعليها أن تمتنع فإن أدبها على ذلك كان الإثم عليه." لا يجوز لها أن تلبي ما ( يقوله إذا كان ذلك في معصية.

 

 

و طاعة الزوج طاعة لله.

 

و النبي صلى الله عليه و سلم قال: ( لو كنت آمرا أحدا أن يسجد لغير الله لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها. و الذي نفس محمد بيده لا تؤدي المرأة حق ربها حتى تؤدي حق زوجها كله حتى لو سألها نفسها هي على قتب لم تمنعه) قتب يعني راكبة دابتها.

عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: ( أتى رجل بابنته إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال: إن ابنتي هذه أبت أن تتزوج. فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم: أطيعي أباك. فقالت: و الذي بعثك بالحق لا أتزوج حتى تخبرني ما حق الزوج على زوجته. قال حق الزوج على زوجته أن لو كانت به قرحة فلحستها أو انتثر منخراه صديدا أو دما ثم ابتلعته ما أدت حقه. قالت و الذي بعثك بالحق لا أتزوج أبدا فقال النبي صلى الله عليه و سلم لا تنكحوهن إلا بإذنهن) حديث صححه الألباني.

طبعا هذا الحديث فيه مبالغة شديدة في حق الزوج و أن المرأة لو فعلت ما قاله النبي صلى الله عليه و سلم ما أدت حقه

 

حديث آخر فيه ترهيب من عصيان أمر الزوج

 

عن ابن عمر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: اثنان لا تجاوز صلاتهما رؤوسهما عبد آبق يعني هارب من مواليه حتى يرجع إليهم و امرأة عصت زوجها حتى ترجع. حديث  صحيح صححه الألباني في

صحيح الجامع

 

المرأة إذا عصت زوجها لم تجاوز صلاتها رأسها

 

يا أمة الله! يا من تعاندين زوجك !

يعني و الله هناك أخوات تطلق بسبب "شيبس" يعني يقول لها أي زوجها لن تأكلي هذا "الشيبس" فتقول سآكله فإذا قال لها أنا لا أريد أن تأكليه تقول سآكله رغما عنك  فيقول لها إن أكلته فأنت طالق فتقول إذن سآكله حتى أطلق!

هل هذا التزام؟ هل هذا طاعة لله؟  وتجدها الطلقة الثالثة. و إذا أراد الإنسان أن يعرف مدى انهيار المجتمع بسبب عدم طاعة الزوج فليذهب إلى محكمة الأسرة و يسمع أسباب الطلاق.. أطفال..! كأنه طفل أعطاه ربنا مسدسا فيه ثلاث طلقات فهو يلعب بالمسدس و يضربها في الهواء .. طفل فعلا..! زوج عبارة عن طفل يطلق امرأته من أجل ماذا؟ بسبب شيبس.. شيبس و لبان و ... أطفال .. الله المستعان

إذا أمرك زوجك فلو أنك فعلا ملتزمة بطاعة الله عز و جل لحسن خلقك و قلت السمع و الطاعة

أيضا هناك حديث و لكن  فيه كلام ..سأقرأ الحديث، حديث ضعفه الشيخ الألباني

جاءت امرأة إلى النبي صلى الله عليه و سلم فقالت: يا رسول الله أنا وافدة النساء إليك هذا الجهاد كتبه الله على الرجال فإن أصيبوا أجروا و إن قتلوا كانوا أحياء عند ربهم يرزقون، و نحن معشرَ النساء نقوم عليهم فما لنا من ذلك؟ قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: ( أبلغي من لقيتِ من النساء أن طاعة الزوج و اعترافا بحقه    ( يعدل ذلك،و قليل منكن من يفعله.

فهذا حديث ضعيف و لكن يعلق شيخ الإسلام ابن تيمية يقول أي أن المرأة إن أحسنت معاشرة زوجها كان ذلك موجبا لرضى الله  و إكرامه لها من غير أن تعمل ما يختص بالرجال و الله أعلم.

 

يُروى عن عائشة رضي الله عنها قالت: سألتُ رسول الله صلى الله عليه و سلم أي النساء أعظم حقا على المرأة؟ قال: زوجها قلت: فأي الناس أعظم حقا على الرجل؟ قال: أمه.)

 

فالزوج حقه على المرأة أكبر من حق والديها. الفقهاء يقولون هذا، يقولون لو أن الرجل أمر زوجته و أبوها نهاها عما أمرها به زوجها فتطيع زوجها و تعصي أباها. فطاعة الزوج مقدمة على حق الوالدين.

هل يوجد دليل أعظم من ذلك؟ أن الله جعل بر الوالدين من أعظم الحقوق بعد الشرك بالله فجعل طاعة الزوج أعظم من ذلك؟

 

: لو تفكرنا لماذا يجعل الله عز و جل هذه الشدة في طاعة الزوج

 

فالحكمة من ذلك و السبب في ذلك أن الحياة الأسرية هي عمود المجتمع. و لو انهارت الحياة الأسرية لانهار المجتمع. فالله عز و جل قيد الأسرة بقيود و جعل السر في ذلك هو طاعة الزوج، حتى قال النبي صلى الله عليه و سلم: ( أيما امرأة سألت زوجها الطلاق من غيرما بأس فحرام عليها رائحة الجنة. المختلعات و المنتزعات هن المنافقات.) و هكذا من الأحاديث التي تقيد على المرأة ذلك.

 

يقول شيخ الإسلام ابن تيمية: " المرأة عند زوجها تشبه الرقيق و الأسير، فليس لها أن تخرج من منزله إلا بإذنه سواء أمرها أبوها أو أمها أو غير أبويها باتفاق الأئمة. إجماع العلماء على أنها لا يجوز لها أن تخرج من منزله إلا بإذنه. إذا أراد الرجل أن ينتقل بها إلى منزل آخر مع قيام بما يجب عليه و حفظ حدود الله فيها و نهاها أبوها عن طاعته في ذلك فعليها أن تطيع زوجها دون أبويها فالأبوان ليس لهما أن ينهياها عن طاعة مثل هذا الزوج وليس لها أن تطيع أمها فيما تأمرها به من الاختلاع منه أو مضاجرته حتى يطلقها، مثل أن تطالبه من النفقة والكسوة "والصداق بما تطلبه ليطلقها، فلا يحل لها أن تطيع واحدًا من أبويها في طلاقه إذا كان متقيًا لله فيها‏.

 

.كلام شيخ الإسلام ابن تيمية شديد

 

هناك قاعدة أخرى؛ أن المرأة الذكية لا تتخلى عن طبيعتها الهادئة الرقيقة . الله خلق المرأة هادئة رقيقة، و هذه طبيعة فيها يحبها الزوج الذي أعطاه الله عز و جل طباعا بخلاف ذلك، و المشكلة الكبيرة أن المرأة لا تعلم سر قوتها. فتخلق مشكلة مع زوجها فتخلع ثوب الهدوء و الرقة و تتجلبب بجلباب القسوة و الخشونة و تتحول إلى رجل آخر في البيت. و لكنه رجل ضروب يعني إذا تشاجرت مع زوجها تشاجرت بالنعال. هل هذه هي الطبيعة الهادئة الرقيقة التي خلقها الله عز و جل فيها؟

 

شاعت بين عدد من المثقفات فكرة خاطئة و هي أن مساواة الرجل للمرأة تقتضي تحررها نهائيا من طاعته. و هذا ما كان هؤلاء القوم الليبراليون و غيرهم ينحتونه في جسد الأمة الإسلامية. و المرأة الهالكة الممثلة الراقصة التي كانت تغني لذلك بأن الذكور مثل الإناث، و هذه الأغنية يحفظونها للأطفال، أن البنت مثل الولد تماما و لها من الحقوق ما له.

 

فيتخرج جيل مشوه: امرأة تضع رأسها برأس زوجها. البنت ليست كالولد و ينتج عن ذلك انهيار الأسرة. و هذا هو لسبب في أنه في السنوات الأخيرة نسبة الطلاق تفوق الحدود. و هذا غلط؛ مساواة الرجل بالمرأة خديعة لا يصدقها من أطلقها، إنما خديعة شيطانية يريد بها تفكيك المجتمع و جعل السلاح هو المرأة

 

و أدل شيء على ذلك أن الله فرق بين الرجل و المرأة و جعل للمرأة شؤونا خاصة و للرجل شؤونا خاصة. و الحقد و الحسد يملأ بطون هؤلاء الناس، فيقولون إن عدم مساواة المرأة بالرجل ظلم. و لا يدري هؤلاء أنهم يرمون ربهم بالظلم؛ يقولون لدرجة أن المرأة ترث نصف الرجل؟  يعني يطعنون في أحكام ربهم؟ إن الله كان عليما حكيما.

 

الله عز و جل عليم حكيم في فرض هذه الأمور. و هؤلاء الجهلة لو كانوا يعلمون لعلموا أن ميراث المرأة يختلف باختلاف حالها، فالأم ترث الثلث أحيانا ثلث التركة و البنت ترث النصف و البنتان ترثان الثلثين و لكن هؤلاء جهلة أو متجاهلون، يريدون أن يشوهوا الدين و كأنه ليس دينهم.

 

فلا بد أن تعلم الزوجة هذه الحقيقة و تتذكرها دائما؛ و هو أن الرجل السوي لا يحب المرأة المسترجلة التي ترفع صوتها فوق صوته، و التي تشاجره في كل أمر و تخالفه في كل رغبة و تسارع إلى رد رأيه أو ما يقول.

هذا الرجل إن لم يطلقها عاش معها كئيبا عابسا كارها أو يعيش معها و هو على القهوة.

 

أكثر البيوت المنهارة داخليا دون الظاهر: الأب أو الزوج يأتي من عمله فيتناول طعامه و ينام ثم يذهب ليجلس في المقهى إلى الساعة الثانية ثم يعود إلى البيت لينام كي يقوم في الغد مبكرا إلى عمله ثم يعود ليأكل و ينام و هكذا .. أصبح البيت فندقا للراحة فقط، و الأم تشتكي: أين الرجل؟ أين الزوج؟إن لم يكن جالسا في المقهى فقد يكون رجلا ملتزما فيكون مع أصحابه خارج البيت، و الزوجة تشتكي: لماذا زوجها لا يدخل البيت؟ لماذا زوجها  يأتي ليأكل و ينام ثم يخرج و لا يعود؟ لو أرادت أن تجعله جالسا في بيتها لأراد.. و ذلك بأن تجعل خلقها أحسن من خلق أصحابه، فيتقرب إليها دون أصحاب، و لكنه وجد فرقا بين زوجته و أصدقائه، هي عليها أن تمحو هذا الفرق، و أن تجعل نفسها أفضل من أصدقائه، تسعده أكثر من أصدقائه. بماذا؟ بحسن العشرة و طيب الكلام و عدم المعاندة. فهي تحرم نفسها رؤية البهجة المرحة في وجه زوجها، و حرمت بيتها التمتع بالحنان الدافئ لزوجها و هي خسارة شديدة للبيت و للأولاد. فالزوجة الذكية التي لا تتخلى عن طبيعتها الرقيقة الهادئة الطيبة.. زوجة طيبة و ليست شرسة عدوانية.. بعض العلماء، الشيخ محمد إسماعيل حفظه الله كان يقول إن بعض الموضات ظهرت أن الزوجة تربي أظافرها طويلة و تضع عليه صبغة حمراء منكير أحمر و تقول هذا من الجمال. فيقول الشيخ حفظه الله: أي جمال في مخالب طويلة عليها صبغة حمراء تشبه لون الدم. أي جمال في ذلك؟ لو نظر الزوج المسكين إلى هذه المخالب الملطخة بلون الدم، ماذا سيكون رد فعله؟ إن كان مسكينا فسينكمش في نفسه و لا يعود إلى هذا البيت حتى ينام هذا الأسد المفترس الذي في بيته، و لعله يتربص لحظة النوم حتى يذهب إلى فراشه و ينام و هو مرعوب من هذا الفك المفترس أو الأسد المفترس الذي بجواره، و لذلك شرع الله عز و جل من حسن نظافة المرأة أن تقص أظافرها، و لا تجعلها كالمخالب.. هذه المخالب التي حدث في فكرنا أن هذا جمال. أي جمال في هذا؟ الطبيعة تنكر هذا. فلا تتخل المرأة عن طبيعتها الرقيقة الهادئة الطيبة. إنها كما صورها الحديث الشريف راعية في بيت زوجها تصونه و ترعاه إذا نظر إليها زوجها سرته و إذا أمرها أطاعته و إن غاب عنها حفظته في نفسها و ماله.

 

آخر شيء في طاعة الزوج حديث صحيح صححه الشيخ الألباني: قال النبي صلى الله عليه و سلم: ( إذا صلت المرأة خمسها و صامت شهرها و حصنت فرجها و أطاعت زوجها قيل لها ادخلي الجنة من أي أبواب الجنة شئت.) حديث صححه الشيخ الألباني. صلت المرأة خمسها؛ صلت الصلاة و صامت شهر رمضان و حصنت الفرج من الزنا و أطاعت الزوج: أربعة أركان.. قيل لها ادخلي الجنة من أي أبواب الجنة شئت. فهو باب مفتوح إلى الجنة.

 

و ألاحظ في هذا الحديث أن الله عز و جل أضاف طاعة الزوج إلى مباني الإسلام : الصلاة و الصوم و الزنا.. أمور عظيمة طاعة الزوج رابعها. فهذا أول حق من حقوق المرأة على زوجها و هو طاعة الزوج.

 

 

 

 

 

تم بحمد الله

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق