>

الأربعاء، 18 ديسمبر 2013

خواتيم سورة هود











السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 إن الحمد لله نحمده ونستعين به ونستغفره ونعوذ بالله تعالى من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا  ، من يهدي الله فلا هادي له ومن يُضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله .
                                                               و بعد ،،
فإن أصدق الحديث كتاب الله تعالي ، و أن خير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم ، وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار ثم أما بعد ،،

ما زلنا مع قول الله عز وجل فى خواتيم سورة هود :" فَلَوْلَا كَانَ مِنَ الْقُرُونِ مِن قَبْلِكُمْ أُولُو بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسَادِ فِي الْأَرْضِ إِلَّا قَلِيلًا مِّمَّنْ أَنجَيْنَا مِنْهُمْ ۗ وَاتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا مَا أُتْرِفُوا فِيهِ وَكَانُوا مُجْرِمِينَ "
 وأصلنا بهذه الآية قضية مهمة وأصل من أصول أهل السنة وهي : قضية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وشرعنا في ذكر أنها بموجبات خيرية للأمة وأن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لا يخلو منه مجتمع وهو في الحقيقة الدور الذي تقوم به الشرطة في رعاية وحفظ مصالح الناس أياً كان تقدير هذه المصالح في كل مجتمع ، و أيضا لا يخلو تجمع في أن يعرف معروفا وينكر منكرا في أقوال و أخلاق ومعتقدات وأديان ، وإنما الشأن في تفعيل هذه القضية من جانب المسلمين ، إذا أن الله عز وجل شرفهم بأن هداهم إلى الحق الذي اختلف الناس فيه .

وتكلمنا عن المعروف وأمثلته وعن المنكر و أمثلته وعن الشروط التي يجب أن تتوفر في المحتسب حتى يجب عليه القيام بهذه الشعيرة : مثل القدرة والعجز .



ونستكمل الشروط التي يجب توافرها في المنكر حتى يتم إنكاره :
1-   أن يكون ظاهرا بدون تجسس سواء عن طريق السمع او البصر أو غيرها من الحواس حتى لو غلب الظن................ بها (أي المعصية ) باستثناء بعض الحالات
فالأصل ألا يفتش المرء عن المنكر المستور لينكره

مثال : أخت ذهبت إلي احدي صديقاتها ووجدت في الدرج أيا من الأشياء المنكرة (أشرطة غناء أو صور لرجال أجانب) أي شئ مما يجب انكاره

الحالات المستثناة :
أنه لو تركنا التجسس فى حالة من الحالات قد يحدث منكر ويفوت استدراكه

فمثلا : رجل خلا برجل ليقتله أو أناس خطفوا امرأة ليفجروا بها
في مثل هذه الحالات يجوز أن نتحقق من هذا الأمر بشرط غلبة الظن

هل يُشرع في الدولة المسلمة أن يكون هناك تجسس أم لا ؟ (أحكام التجسس كتاب رائع فيما يتعلق بالأفراد والدول )


*من الأدب الضائع انتهاك خصوصيات الناس وسقطاتهم وتتبع ثغراتهم

الصورة المنكرة لها : كأن تمسك احدي الأخوات بهاتف محمول لاحدي صديقاتها (والذي أصبح جهاز خطير يحمل صور ، تسجيل مكالمات ، رسائل ، فأصبح صندوق من صناديق الأسرار )
فالأدب مراعاة خصوصيات الناس وترك التجسس حتى إن لم يكن لدي الأخت تكلف في هذا الموضوع

كذلك الكمبيوتر : من الأمور التي يجب التحفظ عنها

مسألة المنكر : العلماء لهم فيها كلام جميل جدا بأن الإنسان الذي يبحث عن المفاسد المستترة يفسد أكثر
فقال سيدنا عمر  لسيدنا معاوية :
إنَّ الأَمِيرَ إذَا ابْتَغَى الرِّيبَةَ فِي الرعية أَفْسَدَهُمْ

هناك بعض الآباء والأمهات عندهم رقابة صارمة على أبنائها وبناتها لو تستطيع أن تحصى عليه أنفاسه وحركاته وسكناته ، وهذا يكون سبب ((خنقة))  للإبن أو البنت ، يكون سبب لفزعهم للخارج ، وحتى إن استطاع أن يحاصره فسيخرج شخصية غير سوية .

فالمطلوب ألا تكون شخصية الأب والأم شخصية مأمور السجن أو المحقق أو أبلة الناظرة (وهي شخصية دائمة العبوس ويزيد عليها التماس الريبة في الأبناء )

الشرط الثاني : أن يكون المنكر قائما في الحال فما لم يقع بعده من المنكرات لا يجوز فيه الاحتساب بغير الوعد والإرشاد
(كأن تنوي أخت بعمل فرح فيه أشياء لا تجوز شرعا فننكر عليها وهنا الانكار يسمي وعظ لأن المنكر فعل ليس موجود أصلا (الأمر وقتها لا يتعدي الوعظ والإرشاد )

أن يكون المنكر قائما في الحال وليس أمرا مستقبليا فقد يحدث شيئا ولا يحدث هذا المنكر

هل هذا معناه اننا نضعف في انكار هذه الأشياء ؟ لا ، لكن لابد من معرفة حدودنا
وهذا ليس لكل الناس فولي الأمر المنوط به ( الأب أو الزوج أو الأخ) في موضوع الفرح يجب عليه شرعا أن يمنعها من ذلك ولو استدعي الأمر التدخل باليد أو التعذيب أو غير ذلك

الشرط الثالث :
أن يكون المنكر غير مختلف فيه اختلاف سائغ
الخلاف أنواع :
الناس اختلفت في النبي عليه الصلاة والسلام هل هو رسول أم لا ، فهل هذا الخلاف معتبر ؟
لا ليس معتبر
 فمن يقول أن النبي ليس برسول : كافر

النبي أتي بأركان الإسلام : صلاة وزكاة وحج فمن ينكر هذه الأشياء هل هذا خلاف معتبر ؟ لا

كذلك كل من خالف نصا (ليس معناه اية وحديث بل هناك دلالة نص) صريحا
قال تعالي : " وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا " ، هذه دلالة نص لا يجوز فيها قطع القدم أو أي شئ أخر.
قول الله عز وجل :" فاجلدوهم ثمانين جلدة" لا يجوز هنا 79 او 50
فهذا دلالة نص لا يحتمل إلا معني واحد فقط في الفعل .
وعندما يأتي أحد يخالف نص قطعي الدلالة سواء كان قرآن أو حديث نقول له خلافك ليس سائغا .
أو من يخالف إجماع  قال تعالي : (وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءتْ مَصِيراً) فمن يخالف إجماع الأمة فهذا خلاف غير سائغ.
ومن الأشياء التي تعد من الاجتهاد الغير سائغ أن يكون الشخص ليس أهلا للاجتهاد مثل شخص عادى لا يملك أي أدوات ولا صفات الاجتهاد ويقول أنا اجتهدت في الأمر .
مثال للخلاف الغير سائغ (حكي أن اثنين من الأصدقاء كانا يسيران ويتحدثان وبينما هما كذلك إذ أشار احدهما إلي شئ اسود فوق قمة جبل.
قال لصديقه: هل ترى ذلك الغراب الذي فوق الجبل؟
أجابه صديقه: نعم لكنه ليس طائرا بل عنزه.
أخذا يتجادلان في كون الشئ الأسود طائر أم عنزة، وبعد قليل طار ذلك الشئ من فوق الجبل فقال الصديق: ارايت الم اقل لك انه طائر...لو كان عنزة ما طارت !
قال الأخر بإصرار(عنزة..ولو طارت) وصار مثلا في المعاندة والتمسك بالرآي الخطأ.
وهذا مثل للخلاف الغير سائغ إنسان يظهر له البينات ولا يقبلها قال تعالي : (مِن بعْدِ ما جاءهم البينات ) جاءه بينات منها آيات قرآنية وأحاديث صحيحة إجماع قديم  هنا نقول له خلافك غير سائغ .


س. هل الخلاف السائغ ليس فيه إنكار ؟

نعم ليس فيه إنكار ومثال لهذا أناشيد الدف في العرس هنا بعض العلماء ينكرها وبعض العلماء يثبتها وأيضا المؤثرات الصوتية في الأغاني التي بدون موسيقى .
وإن كنت أرى الابتعاد عن هذه المؤثرات لحدوث الالتباس لبعض الناس بينها وبين الموسيقى  والأولي تركها . لكن يبقى هناك خلاف سائغ .

س. هل إطلاق العلماء قول لا إنكار في المختلف فيه هل هذا الإطلاق صحيح .
لا الإطلاق هذا ليس صحيح بالمرة لان من شروط الإنكار أن يكون ليس فيه خلاف سائغ .
وهناك بعض المقولات في هذا الكلام للاستفادة :
قال ابن رجب: "المنصوص عن أحمد الإنكار على اللاعب بالشطرنج، وتأوله القاضي على من لعب بغير اجتهاد أو تقليد سائغ، وفيه نظر؛ فإن المنصوص عنه أنه يحد شارب النبيذ المختلف فيه، وإقامة الحد أبلغ مراتب الإنكار، مع أنه لا يفسق عنده بذلك، فدل على أنه ينكر كل مختلف فيه، ضعف الخلاف فيه؛ لدلالة السنة على تحريمه، ولا يخرج فاعله المتأول من العدالة بذلك".
أما عن تحريم الشطرنج فالإجماع أنه محرم عند عامة العلماء وهناك قول عند بعض المذاهب  بالكراهة والتحريم قول مرتجأ  .
أما الطاولة فهي محرمة لوجود حديث عن النبي صل الله علية وسلم .
وكذلك الدمنو والنرد والكوتشينة .





كيفيه إنكار المنكر
1-   التعريف : وهذا يكون في حق الجاهل ( مخاطبة العقل ).
مثلا عند بعض النساء أن الحجاب هو تغطيه الشعر فقط وأيضا لا يعرف بعض النساء أن الصلاة فرض عليهم . وكذلك فى القري بعض السيدات لا تصلي طالما عندها طفل مولود.
فهؤلاء واجب فى حقهم تعريفهم أن هذا حرام والإسلام  ينهى عن ذلك او يأمر بعكس ذلك .
والناس لا تخالف لأنها تجهل ولكن للهوي وإتباع النفس .
2-   الوعظ : عن طريق النصح والتخويف بالله عز وجل ( مخاطبة القلب ) .
3-   الخشونة اللفظية أو القوليه : وهي عبارة عن الزجر القولي وهو الحدة فى الكلام ( اتقى الله , انت لا تخاف الله , انت لا تملك ضمير , انت لا توقر حرمات الله ) .
4-   تغير المنكر باليد : وهو لمن يملك الحق فى ذلك الاب مع أولادة صاحب العمل مع الافراد العاملين مثل كسر آنية الخمر والتفريق بين الاولاد والبنات فى الاماكن التى يوجد فيها غيبة .
5-   التهديد فى العقوبة البدنية مما ليس فيه شهر سلاح لان هذا من حق الدوله او الحاكم وان كان لا يوجد حاكم او ضابط للبلاد يجوز مثل الذى حصل فى 25 يناير ( اللجان الشعبية ) .

هناك بعض المسائل المتعلقة :
يقول الشيخ الراجحي في كتاب :
القول البين الاظهر فى الدعوة الى الله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

·       أنه يجوز إنكار الولد على والدة إذا فعل منكر ولا يوجد هناك تغير منكر باليد إلا اذا كان لا يوجد مفسدة اكبر ولن يحدث له ضرر فى نفسه او ماله او اهله .
·       كيفية الانكار على الزوج وللأسف ان هناك اخوات تترفع على زوجها وتتعامل معه باستعلاء وهذا لا يجوز شرعا وهذا ليس من الدين  ولابد من انكار المنكر باللين والنصح ولا يجوز ان تترك البيت ولا تمتنع عن بعض حقوقه لان هذا من النشاز ولا يجوز لامرأة ان تفعل هذا لأنه يمكن أن تقع فى كبيرة من الكبائر .
·       ومعنى ان الزوج مقصر فى بعض واجبات الله لا يدفعها إلى ترك البيت ولا الامتناع عن أداء حقوقها .
·       الانكار على الشيخ من التلميذ ويبين له المنكر بالحجة والقول الحسن .


مسألة فى الهجر :
ما هو الهجر ؟
الهجر فى اللغة  : الترك ومنها قول الله تعالي " والرجز فأهجر " .
والهجر نوعان
1-   هجر لحظ النفس : وهذا منهى عنه ولا ينبغى الهجر فوق ثلاث . لحديث النبي "‏ ‏لا يحل لرجل أن يهجر أخاه فوق ثلاث ليال يلتقيان فيعرض هذا ويعرض هذا وخيرهما الذي يبدأ بالسلام ".
2-   هجر لحق الله : وهو الهجر الشرعي وهو طاعة ولابد أن تكون خالصة لله وموافقة لإمرة وهى نوعان :
أ‌-        هجر المعاصي : المهاجر من هجر ما نهي الله عنه.
ب‌-     هجر المقام بين ما يفعل المنكرات فلا يشهد المنكرات : وهذا نوع من انواع العذاب والتأديب لمن يفعل المنكرات .
ولكن ما هي اداب الهجر ؟






ورد فى السنه ان النبي هجر كعب بن مالك خمسين يوم وهذا اصل .

-         لو كان الهجر يجعل المعصية تزيد او العاصى يعصى ازيد او يفعل منكرات زيادة  والشرع أذن فى الهجر لمصلحة فلا يشرع فى هذه الحاله .
-         لو كان الهجر سيأتى بثماره فيشرع هنا .
هل للهجر وقت ؟
نعم حتى يتوب العاصي حتى لو زاد عن ثلاث أيام  ؟
 
ولكن لابد أن يكون هجرا جميلا كما يقول الله عز وجل

نفس هذا الكلام يعامل مع الابناء ليس كل الابناء وليس فى كل الاحوال لابد من تحقيق الحكمة والمبتغى منه .
وإذا كان غالب الظن ان الشخص لن يستفيد من الهجر فهل يترك الشخص بدون هجر هناك قولين :
والأرجح ان الحسبة تظل واجبه بشرط ان يكون هناك مصلحة أخري غير هذا الشخص مثل :
1-   إظهار شعائر الاسلام
2-   منع التمادي فى منكرات اكثر .
3-   عدم حصول الفتور للداعي مثل رؤية منكرات أخري وعدم إنكارها .

مثل وعظ الوالدة عن عدم مشاهدة التلفاز .
-         وصول الامر للأولاد بطريقة غير مباشرة أن مشاهدة المسلسلات على التلفاز حرام.
-         عدم فتح الباب لفعل منكرات اخري .
-         تأثير القلب بالنهى عن المنكر .
  ما هي مسالة العزلة :
وردت فيها أحاديث  منها قول النبي صلى الله علية وسلم : (يُوشِكُ أَنْ يَكُونَ خَيْرَ مَالِ الْمُسْلِمِ غَنَمٌ يَتْبَعُ بِهَا شَعَفَ الْجِبَالِ وَمَوَاقِعَ الْقَطْرِ يَفِرُّ بِدِينِهِ مِنْ الْفِتَن)

وقد تجب العزله على بعض الافراد إن لم يتمكن من حفظ دينة والنجاة من الفتن .
وهذا ليس فى حق الكل وإنما للأفراد فقط .

ما هى آداب المحتسب :
-         لابد أن يتحلى بالرفق  والرفق يفتح أبواب ما لا يفتحه غيرة والرفق ليس مقصورا على احد , مع الاولاد مع الزوج مع الاخوات مع كل الناس .
-         الصبر وعدم الانزعاج وتوقع الايذاء
-         العفو يتسامح الاخ مع من ينصحهم ويسامحهم على كل ما يصدر منهم
-         الاعراض عن الجاهلين وعدم الدخول فى مجادلات.
-         تقوى الله فى السر والعلن.
-         مطابقة القول بالعمل .
-         الصلابة والقوة النفسية ولا يدع المزاج العام من التأثير على العمل الدعوى او الانكار .
-         الاستعانة بالله والافتقار إليه .